انتظمت يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين بالحمامات الندوة الوطنية السنوية لقسم الدراسات والتوثيق تحت إشراف الأخ حسين العباسي الأمين العام المساعد المسؤول عن التشريع والنزاعات والدّراسات والتوثيق وذلك بحضور المسؤولين عن الدراسات بالجهات وبالقطاعات. وقد شهد الإفتتاح كلمة الأخ الناصر الماجري الكاتب العام المساعد للإتحاد الجهوي بنابل الذي رحب بكافة المشاركين في الندوة شاكرا اختيارهم لجهة نابل كما أكد أنّ الإتحاد الجهوي يعمل على تذليل كل الصعوبات وتوفير كلّ الإمكانيات لفائدة النقابيين. وإفتتح الأخ علي بن رمضان الأمين العام بالنيابة الندوة ليؤكد أهمية انعقاد الندوة السنوية للدراسات في ظلّ تعدد الملفات النقابيّة المطروحة على المنظّمة الشغيلة والتي تحتاج إلى المزيد من العمل والبحث قصد فكّ رموز عدّة ملفات في ظلّ الهجمة الشرسة للعولمة وخطورة الأزمة الاقتصادية العالمية. وأكد الأخ الأمين العام بالنيابة ضرورة التسلّح بالمنتوج الدراسي والابتعاد عن الشعارات وتكثيف الالتصاق بهموم العمال بالفكر وبالساعد والاستشراف للمراحل القادمة خصوصا وأن إشكاليات عديدة ستطرح على النقابات في ظلّ تشعب الملفات، وهي ملفات تحتاج الى توفير دراسات وبنك معلومات، وهنا أكد الأخ علي بن رمضان على دور النقابات والجامعات والجهات في تكريس هذا التوجه بالتنسيق مع قسم الدراسات داعيا الى ضرورة أن تكون النقابات متابعة لما يدورحولها من أحداث سواء محليا أو جهويا أو وطنيا داعيا الى ضرورة تشريك النقابات في المجالس الجهوية والمحليّة للتنمية بشكل فعلي باعتبار أنّ الإتحاد العام التونسي للشغل شريك إجتماعي أساسي. من ناحيته أكد الأخ حسين العباسي على أنّ هذا اللقاء السنوي جاء لإعداد برنامج عمل لسنتين يتضمن دراسات وبرامج عمل سيتم الاتفاق حولها بين كافة ممثلي الجهات والقطاعات وهنا شدّد على ضرورة إرساء بنك للمعلومات وإيجاد فرق عمل قطاعية وجهوية للتفاعل معها وتكون الأساس في معرفة احتياجات النقابات من الدراسات، ودعا الأخ الأمين العام المساعد الى مزيد توحيد الجهود من أجل إنجاز دراسات قيمة مبثوثة داخل النقابات ولا تبقى في الرفوف وهنا تحدث عن النظرة المستقبلية للعمل النقابي الذي يحتاج الى هيكلة نقابية جديدة متطوّرة مؤكدا على دور النقابات مستقبلا في فرض حوار إجتماعي حقيقي. ودعا الأخ العباسي الى تفعيل أقسام الدراسات بالجهات وبالقطاعات وإنجاز دراسات استشرافية للواقع الاقتصادي والاجتماعي في إطار السياسة العامة للإتحاد. وكان الأخ منجي عمامي منسق قسم الدراسات قد قدم نشاط القسم متحدثا عن الملفات الدراسية القادمة، وقد دار نقاش مستفيض بين الحاضرين حول جدوى الدراسات في صورة عدم تنزيلها الى النقابات الأساسية والعمّال مؤكدين أهمية ما تم التوصل إليه من دراسات قيمة تحتاج الى أن تكون مقروءة من طرف النقابيين. ❊ التقييم وناقش المتدخلون المنتوج الدراسي وقيّموا عمل القسم وتمّ التأكيد على أهمية إرساء بنك للمعلومات وتفعيل دور أقسام الدراسات بالجهات وبالقطاعات مع تأسيس فرق عمل تشتغل على معرفة حاجيات الجهات والقطاعات. ❊ دراسات في الجهات وشهدت الندوة استعراض ما تقدّمه الاعمال الدراسية الجارية حول جهات سيدي بوزيدوقفصةوالقصرين، فقد قدّم الأستاذ السحباني أرقاما ومؤشرات مفزعة حول البطالة بسيدي بوزيد وغياب التوازن التنموي وتدهور الوضع الاجتماعي وعدم نجاح البرنامج الفلاحي وانعدام شبه كلي للاستثمار الصناعي بسبب تدهور البنية التحتية ومن الظواهر الموجودة بالجهة الانقطاع الذاتي عن التعليم وانعدام كلّي للفضاءات الثقافية وتدهور الوضع الصحي. أما في جهة قفصة فأبرز الاستاذ عبد الجليل البدوي أن هذه المنطقة تعتبر جهة معقّدة من حيث احتوائها على العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في غياب إصلاح حقيقي مبرزا تملّص الدولة من مسؤولياتها في استنباط أنشطة جديدة تغذّي الجهة وتحد من البطالة مشيرا الى إمكانية الاستثمار الأجنبي في حين يبرز تراجع دور القطاع البنكي في المساهمة في المشاريع. وتحدّث الأستاذ حسين الديماسي عن جهة القصرين ليبيّن أنها تحتل الصدارة في مغادرة السكان لها نتيجة البطالة وإنعدام البنيّة التحتية والمشاريع الإقتصادية الحيّة. من جهة أخرى قدّم الأستاذ كريم بالكحلة بسطة عن الدراسة حول مدى تملك وإستغلال المنتوج الدّراسي مبينا أن الدراسات غير معروفة لدى النقابيين وهو أمر خطير باعتبار ضرورة تسلّح النقابيين بالمعلومة والمعرفة العلمية الدقيقة. وكان الأستاذ عبد الجليل البدوي قد قدّم مشروع بعث وتكوين فرق عمل دراسيّة في القطاعات والجهات هدفها احكام الربط بين الحاجيات النقابية على المستوى الميداني والمساعدة المعرفية الأكاديمية وذلك من أجل توظيف المنتوج الدّراسي في العمل النقابي الذي يتطلّب الإستعداد والدراسة والتنقيب قبل التفاوض، داعيا المسؤولين النقابيين الى الانتماء الى هذه الفرق والعمل في صلبها بالروح المبادرة والنجاعة المطلوبة. وقد قدّم الأخ منجي عمامي برنامج العمل المستقبلي الذي احتوى على عدّة نقاط من دراسات وملفّات، ومن ناحية أخرى أكّد الأخ حسين العباسي أن المستقبل يتطلب منّا التأكيد على ضرورة تملّك الدراسات والدفاع عن حقّ الإتحاد في التمثيليّة داخل المجالس الدستورية والتنموية والجهوية حتى يكون قوّة نضال ومقترحات.