اهتزّ الرأي العام النقابي والعمّالي بكافة الجهات وتملكته حالة من الذهول والغضب الخانق وذلك عقب الجريمة البشعة الجديدة التي ارتكبها الكيان الصهيوني اللقيط في عمق المياه الدولية بحق نشطاء سلام دوليين على متن أسطول الحرية الذي كان في طريقه لكسر الحصار المضروب على قطاع غزّة وهو ما أدّى إلى سقوط عديد الشهداء الذين كتبو ا بدمائهم الزكيّة فصلا جديدا من فصول الغطرسة والعربدة الإسرائيلية وعدم اكتراث الصهاينة بالمواثيق الدولية والأخلاقية والإنسانية. وكعادتهم لم يترك النقابيون هذه الجريمة تمرّ في الخفاء، حيث سارعوا إلى عقد اجتماعات طارئة قرّروا على إثرها إصدار بيانا شديدة اللهجة ضمنوها شجبهم للعدوان الصهيوني الغاشم الذي لحق بمناصري السلام والقضية الفلسطينية على متن أسطول الحريّة وأوقع عديد الشهداء، كما ندّدوا بالصّمت المطبّق لمعظم الأنظمة العربية التي مارست كعادتها شعاراتها الرنّانة المعروفة وخطاباتها الفولكلورية التي لا يمكن أبدا أن تساعد في رفع الحصار عن غزّة أو التحسيس بمعاناتها. كما ندّد النقابيون بشدّة بسياسة المكيالين الأمريكية واعتبروا النظام الأمريكي شريكا في الجريمة ومتستّرا على الانتهاكات الصهيونية الوحشية المتكرّرة التي طالت البرّ والبحر والبشر. في مقابل ذلك، نوّه النقابيون بالوقفة البطولية للشعب التركي ونجاح تركيا بالخصوص في إعادة مطلب رفع الحصار الفوري عن غزّة إلى الواجهة الإقليمية والدولية. وأبرقوا إلى السفارة الأمريكيةبتونس للتعبير عن الموقف الثابت للعمّال والنقابيين في نصرة القضية الفلسطينية والمطالبة برفع الحصار الفوري عن قطاع غزّة والتّنديد بأساليب القمع الإسرائيلية بحق شعبها الأعزل دون تدخّل أمريكي يذكر!! مقابل الإبراق أيضا للسفارة التركية في تونس وإكبار موقفها المشرف المساند للفلسطينيين والشاجب لغطرسة الإسرائيليين. كما نظّم النقابيون مسيرات حاشدة ونوعية وركّزوا إذاعات داخلية أعلمت عن هذه المسيرات وبثّت العديد من الأغاني الفلسطينية الثورية التي تؤرخ بالكلمة واللّحن لفضاعة المجازر الصهيونية على الأرض الفلسطينية طيلة العقود الماضية. وما إن أقرّت الهياكل النقابية مسيراتها حتى تدفّق العمّال والنقابيون بالمئات محيين موقف الإتحاد ومكبرين الخطوات التي اتبعها لفضح الجريمة الصهيونية والتشهير بها والمطالبة بمحاكمة مجرميها، وأبدوا غضبهم من الاستهتار الإسرائيلي الذي بلغ حدّ مهاجمة نشطاء السلام الدوليين المناصرين لغزّة في المياه الدولية وذلك في عمليّة قرصنة غبيّة ترجمت بوضوح مدى وحشيّة فرق عصابات »الكوموندوس« الاسرائيلية. هذا الحشد النقابي العمّالي وجّه بتواجده المكثّف في هذا التجمّع رسالة بليغة إلى أشقائنا في فلسطين عنوانها »لبيك يا أقصى.. لبيك يا غزّة«...