عمّان، 27 سبتمبر 2010 أذاع المنتدى العربي للبيئة والتنمية خلال لقاء أقيم في عمان نص رسالة وجهها إلى الزعماء العرب حول الاستعدادات لقمة تغيّر المناخ في مدينة كانكون المكسيكية نهاية السنة. كما قدم المنتدى، في الحفل الذي أقيم في المركز الثقافي الملكي بحضور حشد من الوزراء والمسؤولين والسفراء ورجال الأعمال والهيئات الأهلية، أبرز نتائج تقريره حول »أثر تغير المناخ على البلدان العربية«. وعرض الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية نجيب صعب المذكرة التي وجهها المنتدى إلى الحكومات العربية بشأن قمة كانكون حول تغيّر المناخ. * محتوى الرسالة إلى الزعماء العرب يتشرف المنتدى العربي للبيئة والتنمية بتقديم مذكرته هذه، راجياً أن تساهم في الوصول الى مشاركة عربية إيجابية في قمة المناخ المقبلة في كانكون) المكسيك) بين 29 نوفمبر و10ديسمبر 2010، فالدور العربي للتوصل إلى نتائج عملية واتفاقات فعالة ليس واجباً فقط، بل هو ضرورة حقيقية للدول العربية، التي هي صاحبة مصلحة في اتفاق دولي ملزم للحد من تغيّر المناخ ومواجهة مضاعفاته. فقد أظهر التقرير العلمي الذي أصدره المنتدى العربي للبيئة والتنمية أن البلدان العربية هي من المناطق الأكثر تعرضاً لتأثيرات تغير المناخ المحتملة، وأبرزها الاجهاد المائي، وتراجع انتاج الغذاء، وارتفاع مستوى البحار، وتردي الصحة البشرية. ولكي تستفيد الدول العربية من الدعم الدولي الذي تحتاج اليه للتكيف مع آثار تغير المناخ، عليها أن تلعب دوراً إيجابياً في الوصول إلى اتفاقية دولية ملزمة عند انتهاء بروتوكول كيوتو سنة 2012. الواقع أن قادة الدول الذين اجتمعوا في كوبنهاغن في ديسمبر 2009 لم يتوصلوا الى اتفاق شامل وملزم حول التدابير العملية لمجابهة تحديات تغير المناخ، إلا أن مئة دولة تمثل 80 في المئة من مجمل الانبعاثات العالمية وافقت على وجوب اتخاذ تدابير لحصر ارتفاع معدل الحرارة تحت درجتين مئويتين، وبعضها عرض لأول مرة أهدافاً وطنية لخفض الانبعاثات، كما تم التعهد بمجموعة من التدابير المالية التي تساعد في تحقيق هذا الهدف ومع أن إنجاز اتفاقية شاملة وملزمة قد لا يكون ممكناً خلال مؤتمر الأطراف السادس عشر في كانكون، تبقى هناك إمكانات كثيرة متاحة لتحقيق تقدم. يعتقد المنتدى أن دور الدول العربية في قمة كانكون يمكن أن يتركز على ضمان استمرار المفاوضات حتى الوصول إلى اتفاقية شاملة. وإذا كان يتعذر حالياً الوصول إلى اتفاقية ترضي كل الأطراف، ففي الامكان الوصول الى اتفاقات مرحلية يرى فيها كل طرف جزءاً من اهتماماته. وقد أظهرت نتائج قمة كوبنهاغن والمفاوضات التي تبعتها أنه من الممكن التوصل في كانكون الى تقدم نحو تدابير عملية في خمسة مجالات هي: 1 كفاءة استخدام الطاقة التقليدية وتطوير واعتماد مصادر الطاقة المتجددة. 2 تطوير التكنولوجيات والتعاون العلمي ونقل الخبرات وبناء القدرات. 3 مساعدة الدول الأقل نمواً لاعتماد تدابير التكيّف. 4 التشجير ومكافحة التصحر وتنظيم استعمالات الأراضي. 5 اعتماد آليات شفافة للتمويل وتسديد ما تم الالتزام به في »كوبنهاغن«. ان عدم القدرة على التوصل فوراً إلى اتفاق شامل وملزم لا يعني التملص من واجب العمل على المستويات الوطنية والاقليمية والدولية، لتحقيق أقصى ما يمكن من سياسات وبرامج لمواجهة تحديات تغير المناخ التي أصبحت حقيقة واقعة، والتوصل الى أفضل النتائج المرحلية الممكنة في مؤتمر كانكون. وقد يرى قادة الدول العربية ضرورة تشكيل لجنة فنية من الخبراء لتضع البدائل الممكنة في هذه المجالات في متناول المفاوضين العرب. التحديات التي يواجهها العالم العربي نتيجة تغير المناخ ضخمة. لكن ما يزال في الامكان الخروج من النفق المظلم، اذا أقدمت الدول العربية على خطوات سريعة وفعالة، خاصة في مجالات الطاقة والمياه، لمصلحتها هي أولاً. كلنا أمل بقيادتكم الحكيمة لجعل مؤتمر كانكون حول تغيّر المناخ فرصة لاثبات الحضور العربي الايجابي الفاعل، فنكون، كأصحاب مصلحة، شركاء في صنع القرار الصائب. وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام،