عاجل/ ولاية سوسة تدعو المواطنين إلى توخي الحذر    الليلة: أمطار محليا غزيرة بالمناطق الغربية مع تساقط محلي للبرد    تونس تشارك في الصالون الدولي لزيت الزيتون بمدينة خاين الاسبانية من 14 الى 17 ماي 2025    اجتماع مجلس إدارة المندوبية الجهوية للتربية بصفاقس 1 حول الاستعدادات المادية واللوجستية للامتحانات الوطنية    البيت الأبيض: الرئيس دونالد ترامب يضمن التزاما اقتصاديا تاريخيا بقيمة 1.2 تريليون دولار في قطر    النجم الساحلي ينشر بلاغا لجماهير الفريق بخصوص قمصان المائوية    غاب عنهم ريال مدريد.. رونالدو جونيور يحظى باهتمام 16 فريقا    الاعتماد الكلي على التحكيم التونسي في مباريات بقية أدوار كأس تونس.    زرمدين: محطة جديدة لضخ مياه الشرب تدخل حيز الاستغلال صيف 2025    على أبواب البكالوريا.. وزارة التّربية تحذّر    افتتاح "أيام الفنون والحرف التقليدية" بالقصر السعيد بباردو    بيت الحكمة يصدر كتابا جديدا يوثّق مسيرة الأستاذ عبد المجيد الشرفي    مهرجان مايو في دورته 35.. فقرات متنوعة زيارات ومعارض وندوات علمية    الزبيب الأسود: كنز غذائي لصحة الجسم والمناعة    الفلاحة البيولوجية : صادرات تتجاوز المليار دينار ونسبة تفوق المعدلات العالمية    أمل جديد في علاج الصلع الوراثي    جورج وسوف يتصدر الترند بسبب هذه الشائعة    كيف تجدّدين أثاثك القديم وتمنحينه حياة جديدة؟    مرض قتل نصف مليار إنسان: كل ما تريد معرفته عن الجدري    الرابطة 2.. تعيينات حكام مواجهات الجولة 25    عاجل/ بلاغ هام من وزارة الفلاحة حول التوقّي من أضرار "التبروري"    تصفيات كاس العالم لكرة السلة (قطر 2027) -منطقة افريقيا-: المنتخب التونسي يستهل مشواره بملاقاة نظيره النيجيري يوم 27 نوفمبر القادم    عاجل/ بالأرقام: البنك الدولي يتوقّع تراجع عجز الميزانية في تونس    تزايد تعامل البنوك مع للمؤسسات العمومية وقانون الشيكات شدّد من القيود على الإقتراض في تونس    توزر: الإدارة الجهوية للتجهيز تدعو إلى توخي الحذر بالطرقات على إثر هبوب رياح رملية قوية    وزارة الشباب والرياضة تفتح باب الترشحات: انتداب 440 أستاذ تربية بدنية بالمدارس الابتدائية    عاجل/ فرنسا تستدعي سفير الجزائر لديها    طارق بن عمار يُكرّم في كان السينمائي : جسر بين تونس، هوليوود وأوروبا    عاجل: تحديد جلسة تفاوض جديدة للزيادة في أجور أعوان القطاع الخاص..    قنصلية تونس بطرابلس تدعو التونسيين في ليبيا إلى "توخي الحذر "    دعوة للمشاركة في الاستبيان الخاص بانتظارات الأولياء    مواجهات نارية في تونس وأوروبا: أبرز مباريات الأربعاء 14 ماي    نابل: 814 حاج وحاجة يغادرون في اتجاه البقاع المقدّسة بداية من 18 ماي الجاري    منح جامعية في هولندا: وزارة التعليم العالي تدعو الطلبة التونسيين للترشح    أزمة داخل النادي الإفريقي..تفاصيل ما يحدث    لأوّل مرة.. اعتماد حافلات كهربائية في العاصمة وصفاقس    القيروان: اليوم إنطلاق المهرجان الدولى للمشمش بحاجب العيون    الطقس يُهدّد الفلاحة: أضرار جسيمة في الكاف وتحذيرات من أزمة أعلاف قادمة    البنك الدولي يتوقع نمو الاقتصاد التونسي بنسبة 1،9 بالمائة خلال 2025    البيت الأبيض: ترامب دعا الشرع إلى الانضمام لاتفاقات أبراهام مع إسرائيل    عاجل : صدمة في عالم الرياضة...بطل أولمبي متورط في دعارة سرية    بطولة اسبانيا: إشبيلية يبتعد عن شبح النزول بفوز ثمين على لاس بالماس    وفاة 'أفقر رئيس في العالم'    إلغاء اضراب أساتذة التعليم الثانوي    ليبيا: تصاعد الاشتباكات في طرابلس.. فرار سجناء وفوضى أمنية    ترحيب عربي وأممي بقرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا    صدور قرارين بالرائد الرسمي يحددان طاقة استيعاب المدارس الاعدادية والمعاهد النموذجية    زلزال يضرب اليونان بقوة 6.3 درجة وارتداداته تصل مصر ولبنان والأردن    الإفراج عن رجل أعمال في قطاع القهوة مع تحجير السفر وتأجيل محاكمته    الموعد المفترض لعيد الإضحى    الكشف عن معصرة زيتون تعود للفترة الرومانية المتاخرة بمنطقة بشني من معتمدية الفوار    عاجل : مدينة العلوم تكشف عن التاريخ المتوقع لعيد الأضحى    سلوكيات طبيعية لطفلك من عمر سنة إلى ثلاث سنوات... لا تستدعي القلق    مفتي الجمهورية في ضيافة جامع الجزائر    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    مصر.. تحرك واسع للسلطات يمنع كارثة طبية    تغيير بسيط في طعامك يطيل العمر ويحميك من الأمراض..وهذه التفاصيل..    مدينة العلوم بتونس تنظّم يوم الاثنين 26 ماي سهرة فلكية بعنوان السماء الرقمية : علوم البيانات والذكاء الاصطناعي""    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



»غسّالة النوادر« هل تغسل بعض الأدمغة »كمشة« ڤرط بأجرة يوم
بعد الأمطار الأخيرة : عندما يتحوّل الفلاح الى نطيحة
نشر في الشعب يوم 23 - 10 - 2010

شهدت البلاد في الفترة الاخيرة تساقط كميات هامة من الامطار على مناطق عدّة شملت الشمال وخاصة الوسط بعد جفاء للقَطْرِ استمر سنتين متتاليتين جفت معه الارض وغاب الزرع ونشف الضرع وحتى الاشجار والغرس المجبول على الصبر مثل الزيتون انحنى في بعض الجهات وكاد في الاخرى، وذبلت أوراقه واحتضرت أغصانه على مرأى من صفوف الهندي التي تحول »ضلفها« الى »كردون« لا يفي بنجدة الفلاحين والصغار منهم بالخصوص وقطيعهم الذي نفق ولم تبق منه الا شويهات ذات صوف وعظام ولا لحم ولا شحم هذه الصورة القاتمة والحالة المزرية والعيش الضنك لاهلنا في البوادي والذين لا مفاوضات إجتماعية يعلقون عليها الامال ولا زيادات ترتق جيوبهم مالهم الا سماء يستسقون الله حتى تمطر فتبدل نكدهم وغمهم أفراحا وخوفهم أمنا
٭ فعل وفعائل

هذه السماء محطة انظار الفقراء الى ربهم جادت ببعض الدموع التي مسحت بعضا من مدامع الزرع والضرع، استبشر من أضناهم العطش والجدب في هذه السنين العجاف الاخيرة آملين ان يكون فعل السماء هذا صادّا لفعائل البعض من أهل الارض ثنْيا لهم عن التنكيل بصغار الفلاحين والمربين الذين صرح لنا البعض منهم متشائما بان »الخروف، العنزة، العجل والجحش« ستتحول الى حيوانات متاحف حدائق باعتبارها تسير »الهويْنا« اي يبطئ نحو الانقراض في غياب بلْ ندرة ما تعيش عليه، فالحشيش الرّباني لم يكس الارض والتّبن علف البغال المفضّل تحول الى مطلب صعب المنال للخرفان ذات الدّلال، أما »القرط« فكمشة منه تعتبر مكْسبا لنعاج جف ضرعها ولا حيلة لها لإعالة حمْل حاله أشبه بأطفال المجاعات الذين يراهم البعض فيشيح عنهم »فطْشاططه« متطيّرا

٭ النبلاء

المواد المذكورة آنفا هي ملاذ البروليتاريا ايام القحط والمعاناة ولكن حتى هذه بدأت تنقرض بعد الموسمين الكالحين الماضيين مما اضطرّ معه الفلاحون والصغار منهم بالخصوص الى التردّد على »السيلون« ومعامل الاعلاف المركبة هناك فعل البعض فعله حتى أصبحت »النخالة« البسيطة تناطح مادة »السميد« واصبح الخليط المركب ندّآ للقمح »البيدي« الامر الذي دفع ببعض المربين الى تقليص »رسلتهم« او التفويت فيها بأرذل الاثمان ما دامت اسعار الاعلاف تهم النبلاء فقط، أمّا الاقنان فلهم اللّه و»براد تاي« وطرح »خربڤة« و»الفْدد والصهدْ« أو »غداد يسوقهم« وهي دعوات على الشياه حين تشوش او تستغيث متضورة جوعا

٭ ستْ هانمْ

على الطرف الآخر للصورة وخاصة في هذه الايام المناطحة للعيد لاحظنا بداية هبة الهوانم على الاسواق متبوعات ببعولهنّ متأففات من رائحة »العْبس« أو »الوذح« رائحة ليست قبيحة تنبعث من النعاج والخرفان وباحثات عن »علوش« يملأ العين ويطرب »الماسكارا«، يلعب معه الاولاد قبل اللعب بعنقه، تلك الهوانم وبعولهنّ تراهن يدخلن في حرب مساومة مع ذاك الفلاح ولا أتحدث عن القشارة حاش المحلْ ناعتات اياه بنعوت متوسطة الحقارة عندما يعرض عليهن ثمن حيوانه متجاهلات أو جاهلات كيف وصل ذاك الخروف الى تلك الحلاوة يقولون ووه ماحْلاه التي سبقتها مرارة تجرعها ذلك الفلاح البائس الذي لا يعرف الكرى الى عينيه سبيلا من أجل ضمان إقامة طيبة لخرفانه وحماية لها من سطو اللصوص الذين كم »عرُّوا« من رؤوس، ومتناسيات أو ناسيات أباطرة الشعير وما شابهه الذين يذبحون الفلاح كل الايام ويذبحون الخروف يوم العيد

٭ العود والظلّ

فباللّه عليكم كيف يريد البعض ان ينخفض سعر الخروف في العيد وغيره من الايام والحال على ما ذكرنا ؟ فهلاّ تحركت الجهات المسؤولة وذات النظر للتخفيف من هذا الوزْر بالتصدي مثلا لمصّاصي الدّماء والمضاربين والمزودين في هذا القطاع بالذات ولماذا لم تقطع تلك الايدي التي امتدّت الى »فلاح كان فايت بيغني« اغنية لشريفة فاضل وتحول الى فلاح مهموم، مظلوم، معفوس؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.