اندلع حريق هائل بمنطقة »جْبِيلْ« شمال العاصمة اللبنانية، واستمرّ الحريق مندلعا في بلدة »فتري« وسط محاولات حثيثة من فرق الإطفاء والجيش اللبناني لتطويقه ومنعه من الوصول إلى المنازل التي أخلاها بعض سكّانها... وفي الوقت ذاته، أفاد الدفاع المدني أنّ 42 حريقا آخر اندلع في أنحاء مختلفة من لبنان، بينها أربعة حرائق كبيرة. وقال وزير الداخلية اللبناني للصحافيين: »نحتاج إلى ثلاثة أضعاف الإمكانات التي لدينا لمكافحة هذا الكم من الحرائق«. وقال رئيس بلدية »فتري« »البلدة كلّها تحترق من النهر والوادي حتى الجبل، ولا يوجد عدد كاف من عناصر فرق الإطفاء للإحاطة بالنار«. وبينما يتواصل حريق لبنان، واصلت العشرات من طائرات مكافحة الحرائق من جميع أنحاء العالم في سماء الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 لإخماد الحريق الذي اندلع في جبل الكرمل في عمليّة انضمّت إليها طائرة أمريكية عملاقة، وكان الاسرائيليون يعلّقون آمالا كبيرة على وصول طائرة »بوينغ سوبر تانكر« عملاقة هي أكبر طائرة لمكافحة الحرائق في العالم لحسم المعركة ضدّ ألسنة اللّهب. ووجّه رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو شكره إلى المجتمع الدولي قائلا: »تحدّثت إلى ثلاثين رئيسا في أنحاء العالم وشكرت لهم مساعدتهم...« كيف لا بعد أن تسابقت الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية لعرض خدماتها لمساعدة اسرائيل وهاهي الأنظمة العربية تهرول للمساهمة في إطفاء الحريق الهائل، رغم أنّ اسرائيل لا تفوّت فرصة للتآمر على الشعوب العربية ورؤسائها والاستهزاء بهم والتعالي عليهم. ألم يَدْعُ ناتيناهو أخيرا الزّعماءَ العرب إلى مُصارحة شعوبهم؟ ولماذا غابت النّزعة الانسانية التي تدّعيها أمريكا والدول الغربية اثر اندلاع حرائق لبنان؟ قطاع غزة يعرف أوضاعا مأساوية ونحن نيام، واغتيال صدام حسين وَقَعَ بطريقة بشعة فجر عيد الاضحى، ولاردود فعل ولا يحزنون، وتمَّ تسميم ياسر عرفات واغتيال المبحوح وغنيّة و. و... ونحن كالراقدين تحت التراب. وبعثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون (كونداليزا رقم 2) برسالة إلى دمشق قالت فيها إنّ واشنطن علمت بوجود مساع سورية إلى نقل صواريخ بالستية إلى حزب اللّه وحذّرتها (هكذا وبكل وقاحة) من مغبّة القيام بمثل هذا التصعيد الخطير... وإنّ الإدارة الأمريكية ضاقت ذرعا بتصرّفات سوريا وتماديها في دعم »حزب اللّه« رغم تحذيرات واشنطن... ولا أحد حرّك ساكنًا وعاتبها على تزويد واشنطن بأخطر أسلحة للكيان الصهيوني! وهاهو بابا الفاتيكان »بينيدكت 16« يدعو أثناء قداس المؤمنين إلى الصلاة من أجل ضحايا العراق ومصر وسيناء وافغانستان وفلسطين... والعرب؟؟!!