طيبون الى حد البكاء والتعالي على المصاعب والجراح.. عانوا من القهر والحرمان ومن اغتراب مادي وروحي جعلهم لأكثر من عقدين من الزمن يشعرون أنهم يعيشون على هامش الحياة في إقطاعيات مقسمة بثرواتها وخيراتها وممنوحة للمسؤولين والعمد يتصرفون فيها بمنتهى الحرية وبلا رقابة من السلط المحلية والجهوية مثلما يقولون.. فالكل في العهد البائد كان يرشح من نفس إناء الفساد واستغلال النفوذ، والدوس على القانون مثلما يلمحون ويشيرون.. لقد لعبت الصدفة دورها في إلمامنا بهذه الحقائق المرعبة والمشينة التي حصلت ومازالت تحصل في عمادة الشريشيرة التابعة إداريا لمعتمدية حفوز من ولاية القيروان ، فَوَقْعُ السطرين اللّذيْن اشرنا من خلالهما الى عمادة حفوز المدينة ألهب أهالي الشريشيرة ومنحهم قوة خارقة للقطع مع صمت الماضي وكشف التجاوزات فاتصلوا من اجل هذه الغاية بمكتب الوسط لجريدة الشعب أفواجا.. أفواجا حالمين بزيارة جريدة العمال بالفكر والساعد الى تلك الأرجاء لان هناك مثلما يؤكدون معوقون ومعوقات لا يمكنهم التحرك ولم يسلموا من قمع واضطهاد مسؤولي النظام الفاسد البائد ويصرون على إبلاغ صوتهم والمشاركة في نجاح الثورة الشعبية وتطهير البلاد من رموز الفساد وهذا عندهم ابسط الإيمان، ولكنه الأقوى عندنا وبالنسبة إلينا والذي جعلنا لا نفكر كثيرا ونستجيب لرغبه أهالي الشريشيرة بلقاء البعض منهم نظرا الى ضيق الوقت وتردي الأحوال الجوية يوم انجازنا للتحقيق.. واليكم الحقائق التي خرجنا بها ..حقائق تقول ان الشريشيرة هي عمادة مازالت تعيش في العصر الحجري، وفي جلباب عمدة المكان الذي يخافه الأهالي أكثر من الجنرال بن علي، وتحول في الأيام الأخيرة مثلما يؤكد الأهالي الى سبب للاضطراب والاحتقان في العمادة . والأمل كل الأمل عند مواطني الشريشيرة هو تدخل فوري من السلط الجهوية ومن السيد محمد الصحراوي والي الجهة الجديد لإنصاف العمادة بُقْعَةً جغرافيةً أوّلا تستحق تدخلا تنمويا عاجلا، ثم إعفاء كل من تورط في أعمال فساد ونفوذ في منطقة الشريشيرة وما أكثرهم وتقديمهم جميعا للمساءلة والحساب والعقاب!! أول الكلام نعم أول الكلام يتمثل في رفضنا رغم إلحاح الأهالي المتضررين نشر أي شهادة تترجم ما تعرضوا له من ظلم وقهر لا يكون إمضاء صاحبها أو صاحبتها معرفا به في بلدية المكان ، وذلك حتى نجنب عمدة المكان اتهامات ربما تكون مجانية وقد يطلقها ضده البعض وكذلك احتراما لمصداقيتنا تجاه القراء والمصالح المختصة التي يفترض ان تتحرك بعد قراءتها لهذا التحقيق المؤلم في تفاصيله وحيثياته. شعار المسؤولين التنكيل بالمعوقين!! اولى الحالات التي سننطلق في سرد تفاصيل ماساتها ،حالة الفتاة زينة الخضراوي وهي فتاة معوقة ذهنيا وجسديا وعانت من التهميش والإذلال وقسوة المسؤولين سواء في العمادة أو المعتمدية أو الولاية. نعم هذه الفتاة المعوقة والصبورة جاهد والدها السيد الطاهر الخضراوي في سبيل تامين معالجتها مجانا نظرا الى وضعه المادي المتردي فاستخرج لها للغرض شهادة طبية تثبت إعاقتها قبل ان يقبل أيادي المسؤولين وفي مقدمتهم عمدة الشريشيرة مثلما يقول في شهادته وذلك من اجل تمكينها من بطاقة إعاقة وتسجيل اسمها للتمتع ببطاقة علاج مجانية. ولكن العمدة رفض ذلك فما كان من الأب المقهور سوى التشكي الى والي الجهة.هذه الخطوة لم تعجب العمدة الذي ابلغ هذا الأب بعد ايام قليلة بان الشكوى قد وصلت الى الوالي وان هذا الأخير استفسره عن وضعية ابنته واخبره بأنها ليست معوقة. العمدة لم يتوقف عند حدود هذا الرد على المواطن وإنما قام أيضا باهانته مثلما يؤكد وطرده امام عدد من المواطنين والنتيجة بالمحصلة ان الفتاة زينة المعوقة تعكرت حالتها الذهنية والصحية أكثر من ذي قبل ،في حين لم يعد هذا الأب الملتاع قادرا على تحمل آلام ابنته وهو عاجز عن فعل أي شيء.نعم قال بسؤال بريء إنني مازلت خائفا..هل يمكنني الآن بعد الثورة ان أتقدم بمطلب لاستخراج بطاقة علاج مجانية لابنتي دون ان يغضب مني العمدة؟ حين تصل الرشاوى إلى 700 دينار!! من جملة الشهادات التي وصلتني خمس شهادات للمواطنين التالية أسماؤهم: محمد الهلالي وعمر الخلايفي ومحمد صالح العياشي وعلي العياشي والصالحة السعداوي وكل هؤلاء اجبروا مثلما جاء في شهادتهم التي نذكر أنها تحمل التعريف بالإمضاء في بلدية حفوز، أكدوا أنهم اجبروا في إطار الاستفادة من المبالغ المهمة العائدة لهم من جراء تمكينهم الشركة العالمية لأنبوب الغاز من اختراق أراضيهم على التنازل لعمدة الشريشيرة عن مبالغ مالية تراوحت بين 400 و500 و 700 دينار للفرد الواحد، أي كل حسب قيمة المبلغ العائد له . وأكدوا أيضا ان عمدة المكان كان لا يسلم وصل استلام المبالغ إلا بعد ضمان نصيبه من الصفقة، وأشاروا بإصرار الى ان قيمة المبالغ التي استحوذ عليها العمدة بالإكراه من الأهالي المستفيدين من أنبوب الغاز هي التي تقف وراء الثراء الفاحش الذي ظهر عليه فجأة في حين ازدادوا هم فقرا وبؤسا وقمعا.. أرملة في مهب العمدة!! الأرملة زينة الخضراوي في كفالتها خمسة أبناء احدهم يشكو من متاعب في الكلى ومطالب بالخضوع دوريا للعملية المعروفة بتصفية الدم وذلك على نفقة هذه الأرملة المعوزة التي كانت تحصلُ على جراية معوز قبل ان تفقدها في ظروف غامضة وبعد مكيدة اشترك فيها مثلما تؤكد في شهادتها عمدة المكان (أي الشريشيرة) وموظفون بإدارة الشؤون الاجتماعية بمعتمدية حفوز. هذه الأرملة أيضا لم تسلم من الاستغلال حيث أكدت ان العمدة لهف منها عشرة دنانير مقابل ان يسمح لأحد أبنائها بالعمل لمدة أسبوعين في الحظائر.الأرملة زينة أكثر من ذلك هي تتكفل بابن معوق ذهنيا وتطلق صرخة لقد ضاق بي الحال!! دفتر علاج بمائة دينار!! هذه الحالة تتجاوز عمدة الشريشيرة الذي سنعود إليه من جديد لاحقا، وتتعلق بموظف هذه المرة استغل نفوذه الاداري وطالب مثلما يؤكد المواطن عبد الستار القريشي ب 100 دينار وذلك مقابل الموافقة على تمكينه من دفتر علاج مجاني بالتعريفة المنخفضة. ورغم تسليمه المبلغ المذكور إلا انه مازال ينتظر حتى اليوم مثلما يقول حصوله على هذا الدفتر وبالتأكيد لن يحصل عليه مثلما عجز عن استرداد المبلغ الذي دفعه. إتاوة بخمسة دنانير!! شهادة المواطن بلقاسم الفرجاوي فيها طرافة ممزوجة بالألم، فهذا المواطن القاطن بالشريشيرة كان يَحْصُلُ على جراية المعوزين مرة كل ثلاثة أشهر ولا يستلم الوصل من عمدة المكان مثلما يقول إلا بعد ان يمكنه من اتاوة مقدارها خمسة دنانير. وقد صادف ان امتنع هذا المواطن مرة عن دفع هذه الاتاوة فشطب العمدة اسمه من عمال الحظائر. سب وشتم وترهيب المواطنة رمضانة المسكيني ترجتنا بصوت خافت تعرقله الدموع ان ننشر شهادتها قالت والألم يعتصرها أنها عانت كثيرا من دفع مثل هذه الاتاوات لعمدة المكان دون وجه حق كما حملت العمدة مسؤولية عدم تمكينها من المساعدات المسندة من الدولة الى ضعاف الحال رغم أنها أرملة و في كفالتها 6 أبناء وليس لها أي مورد رزق . هذه الأرملة أكدت على ما لحقها من اهانات وسب وشتم من قبل العمدة امام عدد من المواطنين وتأكيده لها بأنها لن تحلم باي نوع من أنواع المساعدات مادام هو على رأس العمادة!! 5 دنانير قبل التسجيل!! المواطن خليفة الخضراوي من سكان الشريشيرة جاء في شهادته انه اضطر نظرا الى وضعه الاجتماعي المتردي الى ترجي عمدة المكان حتى يقوم بتسجيله في قائمة عمال الحظائر ولكنه اشترط عليه قبل الموافقة تسليمه مبلغ قدره 5 دنانير وقال انه اضطر الى تمكينه من هذا المبلغ حتى يضمن العمل في الحظائر وهذا ما تم بالفعل. عريضة تحمل 500 إمضاء ضد العمدة إضافة الى الشهادات التي أمدنا بها أهالي الشريشيرة ،فقد حصلنَا أيضا على عريضة سحب ثقة من عمدة المكان وقع عليها 500 مواطن موجهة الى السيد والي الجهة وقد تكون وصلت الى مكتبه هذا إذا لم تُخفهَا بعض الأيادي وتمنع وصولها إليه مثلما كان يحصل في العهد البائد. ويتعرض أصحاب العريضة في نص احتجاجهم الى جملة المعطيات التي كنا توقفنا عندها وغيرها من الحقائق الأخرى التي تجعلنا بدورنا نستغرب صمت السلط الجهوية حتى الآن على ما يحدث في منطقة الشريشيرة ولماذا لم تبادر حتى الآن بفتح تحقيق جدي يعيد الطمأنينة الى أهالي المنطقة ويؤكد توجه الحكومة الحالية في مقاومة رموز الفساد أينما كانوا، ولِمَ لا إعادة الاعتبار لعمدة المكان إذا كان مستهدفا أو متجنيا عليه من الأهالي ، تماما مثل الاستجابة لرغبة لهؤلاء في الضرب بيد من حديد على من يقولون انه اضطهدهم وقمعهم وسلبهم بما فيه الكفاية وحان الوقت لمحاسبته..فمتى تتحرك السلط الجهوية؟ انتظروا عمادات أخرى في أعداد قادمة