الشعب العربي، رغم ثرواته، مازال متخلفا وبعيدا كل البعد عمّا وصل إليه الغرب من حرية وتقدم في كل المجالات، والأسباب عديدة منها الجهل واذلال الانسان والاستهانة بقدراته الفكرية... أضف إلى ذلك الاستعمار الذي طمس اللغة العربية فاند ثرت الهوية وبالتالي »مات« ناطقوها... ثم ربط (أي الاستعمار) مصيرنا الاقتصادي والثقافي... بكيانه ورحل تاركا الدويلات العربية سوق ترويج لبضائعه، ثم أبقى في كل دويلة »ذيلا« يرعى مصالحه، وكان بورقيبة واحدا من هؤلاء الأذيال المنبتين، فقد قتل كل المعارضين للاستعمار الفرنسي... ثم زجّ بالشباب التونسي في أتون الحرب ببنزرت وهو أعزل من السلام! أما بن علي فهو كغيره راع من رعاة الاستعمار والمافيوزيين وليست له أية طموحات كتوحيد المغرب العربي أو الامة العربية أو تطوير التعليم... كما كان يدّعي، فهدفه كان ينحصر في تطبيق المهمة التي أنيطت بعهدته وهي تدميرتونس ثم الوطن العربي! كان بإمكان هذا الأخير أن يقاوم المظاهرات وأن يقتل حتى نصف الشعب للحفاظ على نظامه وكان بإمكانه أيضا أن يجد حلولا لتهدئة الوضع، أو ان يستنجد بقوى الشرفي العالم مثلما فعلت دويلة الكويت وآل سعود للحفاظ على نظامهم، لكنه أي (بن علي) لا يهتم بالحكم ولا بالشعب، لأنه غنم الكثير من الاموال وقد حان وقت الرحيل، وهكذا غادر بعد ان نفذ مهمته لارضاء أسياده الذين نصبوه رئيسًا وهو أمّيّ، تاركا الشعب التونسي يتخبط في الدماء والفوضى، بل كل العرب غارقين في المديونية والفوضى والحروب الاهلية... إنّه سلام جديد من صنع الصهيونية. فمن سيأتي إلى سدة الحكم بديلاً؟ هل للمعارضة بجميع اتجاهاتها بديل؟ ماهو الحل ونحن شعب تستعمره الكوكا والفانتا والتكنولوجيا الغربية؟ هل سننغلق ونقدّم ضحايا لنتخلص من براثن الاستعمار؟ هل سنقوم بتعريب المواد العلمية ونلغي اللغات الاجنبية التي أرهقت ابناءنا وشتتت قدراتهم؟ هل سنكوّن مؤسسات خاصة ببعض اللغات الاجنبية للتعامل مع ناطقيها؟ هل سنمكن الطالب من تطبيق العلوم ليبدع ويصنع المعجزات؟ هل وألف هل... فهل تعرف الشعوب بغير علومها؟؟