كان من المنتظر ان نواصل في تقديم ملف الدواء الذي كنا فتحنا تفاصيله على امتداد 3 اسابيع لكن لأسباب أخرى اردنا «ان نزاوج» بين كل الحاصل في القطاع الصحي بصورة عامة من اخلالات واخطاء وتجاوزات واضحة وهي وضع الأصبع على الداء بنيّة تقديم وصفات علاج حقيقية بعيدا عن المسكنات التي تعودناها على امتداد عديد السنوات، خاصة أنّ قطاع الدواء ظلّ في حاجة إلى مزيد الاهتمام به اكثر خاصة في ظلّ حديث متزايد عن انتفاع طرف على حساب المجموعة الوطنية، وإذا كنا نروم حقيقة الاصلاح فانه يصبح من الضروري تغيير «الوجوه» لأنّ التغيير لا يمكن ان يكون بوجوه الماضي. هذه واحدة أما الثانية فتهم اشكال التعامل الاساسي مع اصحاب مخابر ومصانع الادوية هذا اذ اتفقنا على الأسباب الرئيسية لغياب اكثر من 20 دواء عن الصيدليات وهذه الادوية تهم امراض الفدة والسكر «والڤريب» ولو أنّ بعض الأطراف المقربة من مصادر فاعلة في مشهد الصيدلية المركزية... يؤكدون انّ غياب بعض الادوية لا يمثل مشكلة خاصة امام تعويضها بأخرى قريبة من نفس تركيبة «الدواء المعيّن»! الأمراض المزمنة... وترى اطراف اخرى في صلب وزارة المرأة انّ غياب أدوية الامراض المزمنة ثم تلافيها في وقت قياسي من خلال ايلاء اهمية بالمرض خاصة في المستشفيات العمومية رغم الاكتظاظ الكبير الذي عاشته هذه المراكز في فترة استثنائية لفصل شتاء كان استثنائيا بكل المقاييس وتقول نفس المصادر انّ عملية تزويد الصيدليات بالادوية كانت عادية بشكل أو بآخر لكنها لبّت الاحتياجات رغم تعددها. تهديد حياة الإنسان وبما اننا نتحدث عن الادوية والامراض فلابدّ من التوقف امام مرض الكلى خاصة ونحن نحتفل هذه الايام بالذكرى العالية لهذا المرض الذي يبقى من أخطر الامراض التي تهدد حياة الانسان وتقض مضجعه مرض القصور الكلوي المزمن الآخذ في الانتشار تدريجيا إن لم تتضافر جهود الجميع لمقاومته والوقاية منه، ويتضاعف خطر هذا المرض عافانا وعافكم اللّه لانّه يتجاوز الاضرار بالمرضى كأفراد ليمسّ مصالح المجموعة الوطنيّة. والجمعيّة التونسية لمرضى الكلى وعيا منها بهذا الخطر المحدق وسعيا الى محاصرته ومقاومته تضع بين ايديكم هذه المطوية المتواضعة تحاول من خلالها تسليط الضوء على هذا المرض من حيث حقيقته واسبابه وطرق الوقاية منه وعلاجه يقينا من الجمعية بان العلم بالشيء ومعرفته اول اسلحة محاربته وايمانا جازما كذلك بدور التوعية والتحسيس وانارة السبل في تجنب مخاطر عدة امراض التي من بينها القصور الكلوي المزمن. وظيفة الكلى: للكلى وظائف مهمة متعددة للجسم، فجميع انواع الاغذية التي يتناولها الانسان تحتوي كما هو معلوم على نسب معينة من البروتينات التي تخلف وراءها عندما تتحلل في الجسم بعض النفايات مثل «البولة» و«الكرياتين» الذي يتكون من جراء التغييرات الكيمياوية لبروتين العضلات. وتنقل هذه الفضلات بالاضافة الى الاملاح والاملاح المعدنية الزائدة عن حاجة الجسم بواسطة الدّم ووظيفة الكلية هي تنقية الدم من هذه الشوائب وغيرها من السوائل الزائدة عن حاجة الجسم بواسطة الدم وافرازها الى الخارج عن طريق المسالك والمجاري البولية، وللكلية ايضا وظائف هرمونية مثل تحويل فيتامين D الذي يؤثر على تركيب الهيكل العظمي وكذلك التحكم بمنتوج الجسم من خلايا الدم الحمراء والمحافظة ايضا على تعديل ضغط الدم. الخلل وتقلص الوظيفة للكلية طاقة عظيمة تتعدى وإلى حد بعيد عندما تكون الكلية سليمة المتطلبات الطبيعية للجسم البشري لهذا السبب باستطاعة الانسان العيش في حالة جيدة بكلية سليمة واحدة. ويبدأ الحديث عن الفشل الكلوي عندما يدب الخلل في الكلية بصورة يضعف من أدائها لوظائها الطبيعية وتتقلص الوظيفة الكلوية بصفة تدريجية في غالب الاحيان دون ظهور مضاعفات... القصور الكلوي المزمن عندما تبلغ الكلية درجة متردية جدا في اداء وظيفتها وعندما تعجز عن الايفاء بمتطلبات الجسم تبدأ بعض الاعراض في الظهور ونبدأ الحديث عن قصور كلوي: أعراض القصور الكلوي الشعور بالتعب والارهاق الناتج عن فقر الدم. الغثيان. الصداع وهو ناتج عن ارتفاع في ضغط الدم. انتفاخ حول العينين وفي الساقين بسبب تراكم الماء والاملاح علما ان هذه الاعراض يمكن ان تتباين من شخص الى آخر. اسباب القصور الكلوي من الاسباب المؤدية الى خلل في وظائف الكلى: الامراض الوراثية. الالتهاب والامراض المعدية. الالتهابات الكلوية الناتجة عن بعض الامراض كالسكري او التعفن الجرثومي أو الأمراض التسمّمية. الامراض الكلويّة الشريانية كارتفاع ضغط الدم او ضيق شرايين الكلى. الامراض التكوينية الخلقية اذ يمكن للكلى والمسالك البولية ان تكون مصابة بتشوّه خِلْقِيّ ويكون ذلك في بعض الاحيان وراثيا كالكلى المتكيسة. وتجدر الاشارة الى ان مرض القصور الكلوي المزمن لا يفرّق بين الاعمار ولا يهتم بالجنس اذ يمكن ان يصيب الانسان مهما كان العمر (صغير، كبير) ومهما كان الجنس (ذكر، أنثى). غياب التخصص قال الدكتور كريم الزواغي «للشعب» ان اكثر من 8900 مريض في تونس يعانون من قصور في الكلى وانّ الوزارة تدفع سنويا لمراكز تصفية الدم ما قيمته 100 مليار سنويا، رغم انّ هذه المراكز تعاني الكثير من النقائص يبقى اهمها انّ اطباء هذه المراكز غير مختصين وهم يعانون كذلك من نقص كبير في التكوين! علاج القصور الكلوي المزمن عندما تبلغ الكلية درجة متردية جدا في اداء وظائفها وحين تتوقف الكلية بصورة شبه تامة عن القيام بدورها يتجه المريض حتما للعلاج باحدى الكيفيات التالية: تنقية الدم ونقول ايضا تصفية او تطهير الدم وكلها ألفاظ تعني تنقية الدم وتخليصه من الشوائب ويتحقق ذلك باحدى طريقتين. غسيل اصطناعي (Hémodialyse) وهي عملية العلاج بالديلزة التي تعني تصفية الدم من النفايات عن طريق استخدام كلية اصطناعية واذا كانت الكلى الاصطناعية تتعدد وتختلف من حيث الشكل والمظهر فانها لا تختلف من حيث اذ ان جميع الانواع مصممة على أساس العمل على نفس المبدأ وهذه الطريقة هي الاكثر انتشارا. غسيل صفاقي، (Dialyse péritonéal) وتعتمد هذه الطريقة في التخلص من الاوساخ والشوائب على حقن كمية من محلول بعض الاملاح داخل البطن بواسطة انبوب يوضع لهذا الغرض لمدة طويلة ويقع تبادل الاملاح والفضلات عبر غشاء الصفاق الذي يحيط بالامعاء وهو غشاء كثيف الاوعية الدموية، وهذه الطريقة محدودة الاستعمال لما يمكن ان ينجرّ عنها من مضاعفات خطيرة كالتعفن الجرثومي. من اهم مزايا العلا^ج بطريقة تنقية الدم تمكين آلاف المرضى من البقاء على قيد الحياة وانقاذهم من موت محقق ولكنه في مقابل ذلك يجعل المريض عبدا تابعا لآلة التصفية متعاقدا معها بمعدل ثلاث حصص في الاسبوع تدوم الواحدة 4 ساعات على الاقل وما ينجر عن ذلك من صعوبات مهنية ودراسية اضافة إلى تكاليفها الباهظة ونظرا إلى هذه الاعتبارات فإن تنقية الدم ليست هي الطريقة المثلى للعلاج. لا للإثراء الفاحش واشار الاخ الحبيب إلى جرجير انّ صحة المواطن تبقى أهمّ من كل محاولات الاثراء الفاحش على حسابه ولو انّ هذا المواطن كان دفع في اكثر من ثمن فساد بعضهم في ظلّ مجاملات كانت اتتها وزاة الصحة في العهد السابق بما ان صحة المواطن من كرامته كما تحدث عن مجلس ادارات الكنام والضمان الاجتماعي وما يعيشه من ضغوطات من بعضهم بنيّة «التعويض» والحال انه لم يكن ضروريا. المراقبة الصعبة اعترف الدكتور فتحي اليونسي بأهمية مراكز الدم لكنه كان ضدّ انتشارها في كل مكان، وهو ما يجعل عملية المراقبة صعبة وعسيرة جدا في ظلّ غياب تكوين حقيقي لأطباء هذا الاختصاص الذي يعاني من الاعتماد المبالغ فيه على اطباء الطب العام وفي هذا الاتجاه قال الدكتور كريم الزواغي انه تعرض شخصيا لبعض المضايقات والتهجم والكلام الجارح من قِبَلِ اصحاب هذه المراكز التي في اغلبها تكاد تتسع ل 30 سريرا فاذا بنا نتوقف امام مائة او اكثر والنية في ذلك واضحة وضوح الشمس.. يتبع