كان البعض من العرب يئد البنات وكانت الغزوات القبلية والحروب تعتمد سبي النساء والاطفال لتحويلهم الى جَوَارٍ وغلمان، ووقع اعتماد هذا النهج بتعلة غياب آليات صريحة تحرّم هذا الفعل. وقد تعرض أمازيغ شمال افريقية الى الشنيع في هذا المجال فضلا عن النهب الاقتصادي والمالي. وانتشر ذلك الاختيار السياسي في الخلافتين الأموية والعباسية وازداد فظاعة ايام حكم العثمانيين ففي عهدهم كانت أوروبا تبحث عما يرتقي بها في مجالي الاكتشافات والاختراعات اعتمادا على فكر فلسفي نقدي نفعي. وإذا توصل الانسان الحديث بعد الثورة الفرنسية والثورة الروسية والاعلان العالمي عن حقوق الانسان الى تجريم تجربة النساء وغلمنة الصبيان وتقنين الحفاظ على حقوق الطفل، فان الدين السياسي الذي يجد تربة مفيدة في المجتمعات ذات الذهنية الزراعية المتخلفة يشجع ويدفع دوما نحو ثقافة الموت ثقافة ضرورة انتصار الطبيعة على الانسان الواعي. دعنا من القديم وما عاشه الصبيان من ويلات، ولنتذكر العقود الأخيرة لبنان صبرا وشاتيلا، الصهيونية وحلفاؤها في بيروت نكّلوا بالصغار اعتمادا على سياسة هتلر، اعتمد مغتصبو فلسطين على الدين السياسي، وها أبناء عمومتهم يعتمدون على الدين السياسي فيأتون الفظيع في حق الصبيان، أتوا تفجيرات في حق الكبار كما الصغار، ثم ان التخطيط لقتل الصغار أسوة بما فعله يمين الموارنة بلبنان في حق صغار الفلسطينيين مجزرة تولوز عار على جبين الانسان يتجدد، مجزرة تطيل في أنفاس اليمين الفرنسي المتطرف الذي تاريخه إجرام فظيع في الشعب الجزائري فيجد ما يبرر بالتنكيل في جاليتنا هناك. اللعنة لعنة الانسان على الدين السياسي وكل فكر متخلف مُعيق. الأب مقدس، الأب رأس العائلة، الأب رمز الذكورية، لكن أية ذكورية هذه؟ أليست الزوجة والأخت والبنت من صلبنا بل أليس الصغار من صلبنا؟ ذكورية لا تمنع الجواري ولا الغلمان من التواجد بل تبيح اللواط بين الصغار وتمنع ما بين الولد والبنت، ذكورية في نهاية التحليل التمسك بالأنا فقط الأنا الخاضعة الى سطوة الطبيعة على الانسان... هذا هو المشاع في مجتمعات ولا فائدة من ذكر أسمائها... الوهابية عار على جبين العرب عرب الجزيرة، فمتى ينهض العربي لكنس هذا الذي يدنّس تاريخه المضيء في الجانب الايجابي من تراثه. ولنتذكر أن شعبا لا فلسفة نقدية له ولا فنون لا مستقبل له.