يشهد مصنع «مقلدة» بالجم من ولاية وضعية اجتماعة متوترة منذ مدة طويلة تهدّد مصير العمال الذين افنوا جزءا مهما من حياتهم من العطاء واسهموا في ازدهار المؤسسة المختصة في صنع الاسلاك الفولاذية لصاحبها معز ادريس والذي يبدو ان ادارة مؤسسته لا تنوي تنقية المناخ الاجتماعي بالمصنع والاستجابة لمطالب العمال المشروعة بل اختارت نهج التصعيد وتصفية العمال وممثليهم من النقابيين في ظل عجز شبه تام من السلط الجهوية والوطنية لحل الاشكاليات المطروحة بين العمال وادارة المؤسسة. منذ 19 ديسمبر 2011 ودخول 75 عاملا مناولا في اعتصام مطالبين بترسيمهم في المؤسسة الام وهو مطلب مشروع ولم يكن بمعزل عن حملة التحركات الاجتماعية التي شهدتها مؤسساتنا، ورغم امضاء اتفاق يخصّ هذه المجموعة واعتقاد الجميع خاصة العمال القارين وهياكلهم بان الوضع يتجه الى مساره العادي اختارت ادارة المؤسسة نهجا اخر يستهدفهم بالمطالبة بإحالة بعض العمال القارين على البطالة الفنية واحالة 63 عاملا على التقاعد المبكر بمن فيهم البعض الذي لم يتجاوز عمره 32 سنة. أمام هذا الوضع تعدّدت جلسات التفاوض وبلغت 15 جلسة في المجموع بين محلية وجهوية ومركزية وامضيت محاضر اتفاق واضحة لحل الاشكالات المطروحة عقبها التزام العمال وتنفيذهم لمحضر الاتفاق الممضى في 30 مارس 2012 القاضي باحالتهم على البطالة الفنية الى غاية 31 ماي حسب الاجراءات القانونية المعمول بها الا ان ادارة المؤسسة وعوض تمكين العمال من حقهم في الشغل وفتح المؤسسة من جديد اقترحت التمديد في مدة البطالة الفنية لمدة شهرينآخرين ورفضت مقترح النقابة المرن المطالب بالتداول على البطالة الفنية وترك حرية المغادرة والتسريح من العمل حسب رغبتهم وامام هذا التعنّت الاداري قرر العمال الحضور يوميا بالمؤسسة انطلاقا من 01 جوان 2012 مطالبين بحقهم في الشغل لانتفاء اسباب البطالة الفنية فكان ردّ فعل ادارة المؤسة عوضا عن ايجاد حلول عملية لتنقية الاجواء اصدار برقية صدّ عن العمل لمدة 4 أشهر في الوقت الذي دخل فيه عمال المؤسسة في اعتصام مفتوح منذ 13 جوان 2012 الى الآن في وضع مادي واجتماعي يصعب استيعابه فلا اجور ولا منح ولا مصاريف تفي بحاجة عائلاتهم ما عدا بعض المساعدات الاجتماعية البسيطة التي لا نظنّها تفي بالحاجة في الوقت الذي اصبحت فيه ادارة المؤسسة تطالب بطرد 63 عاملا بما فيهم اعضاء النقابة الاساسية لمؤسسة مقلدة وقدّمت قضايا عدلية فهل بهذه العملية تحلّ المشاكل الشغلية بعد 14 جانفي؟ وهل يجازي العمال الذين حموا المؤسسة خلال الايام والاشهر الاولى للثورة من كل تخريب؟ هذا ما دفع العمال الىتحويل اعتصامهم من امام المصنع الى الساحة المقابلة لمقر بلدية الجم مرحلة اولىوهم مستعدون لمواصلة ذلك الاعتصام حتى تحقيق مطالبهم.