تتواصل العمليات الإجرامية في حق المعالم الأثرية والتاريخية والدينية بتونس، ولا زالت عمليات تدمير وحرق مقامات وأضرحة الأولياء الصالحين تفاجئنا بين الفينة والأخرى أخرها ما تم في ضاحية سيدي بوسعيد، فقد تعرض مساء السبت الماضي مقام الولي الصالح سيدي بوسعيد الباجي الى الحرق، وحسب مصادر مطلعة فان النيران اتت على المقام بالكامل واتلفت جميع محتوياته من الزرابي والمقاعد الخشبية الى جانب الكتب القرآنية وغيرها من اثاث المقام، كما تعرض التابوت ايضا الى الحرق واشتعل بالكامل. ومباشرة عند علمها بالحادث تحولت فرق الحماية المدنية على عين المكان حيث تولت اطفاء الحريق فيما حلت الفرق الامنية المختصة وقامت بفتح تحقيق في الغرض لتحديد الملابسات التي حفت بالحادث. ويأتي حرق مقام الولي بعد سلسلة من الحرائق التي طالت مقام السيدة المنوبية ومقام عمر السماتي الموجود بمقبرة في ضواحي مدينة سبيبة من ولاية القصرين ومقام علي الحشاني بمنزل عبد الرحمان ببنزرت. وفي تصريح له قال وزير الداخلية علي العريض ان الأبحاث جارية لكشف خلفيات هذا الاعتداء الذي وصفه «بالعمل الإجرامي» مضيفا أن «الجهاز الأمني لا يفرد هذه الأماكن بحراسة خصوصية، لأن هذه المواقع يقوم على حمايتها حراس تابعون لها، لكن أمام تكرر الاعتداءات فإنه سيتم بالتعاون مع وزارة الثقافة لوضع خطة لتكثيف الحراسة لهذه المعالم». هذا وقد ادى وزير الداخلية ووزير الثقافة زيارة الى مقام الولي الصالح سيدي بوسعيد الباجي ظهر الاحد ، لمعاينة الآثار التي خلفتها عملية الحرق والوقوف على حجم الاضرار التي لحقت بالمقام. وقالت مؤسسة الرئاسة في تعليق لها على هذا الحادث « إن هذه الجريمة التي استهدف مقترفوها ضرب الاستقرار في منطقة سيدي بو سعيد الآمنة واستفزاز سكانها والاعتداء على ثقافة البلاد في عمقها التاريخي لا ينبغي أن تمر دون عقاب بما يضع حدا لهذا الإجرام المتكرر في حق مقامات الأولياء والزوايا ودور العبادة في تونس». ودعت الأجهزة الأمنية الى بذل كل الجهد من أجل إلقاء القبض على المجرمين. وشهدت تونس في الأشهر الأخيرة عدة حوادث جرى خلالها إحراق و تخريب أضرحة أولياء صالحين نسبت لسلفيين يعتبرون وفق رؤيتهم المتطرفة للدين، هذه الأضرحة وزيارتها نوعا من الشرك.غير انه في حوار له في القناة الوطنية وصف بالخطير قال رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي: «ان هنالك أطرافا معينة تقف وراء ما حصل من حرق لمقام الولي الصالح «بوسعيد الباجي» مشيرا الى انه كان ينتظر حصول مثل هذه الأشياء خاصة مع تواتر الأخبار عن إلقاء القبض على متهمين بالفساد، وتابع المرزوقي «هذه الأفعال سياسية بامتياز ونحن نعلم ذلك والتحقيق سيثبت صحة مقولتنا». ومن الواضح ان المنصف المروقي يشير هنا الى كمال لطيف الذي جرت محاولة اعتقاله في نفس اليوم . ويعيد الرئيس هنا بلا شك ما يردده انصار النهصة من تورط اطراف محسوبة على النظام السابق في العملية.