مثلت أيام قرطاج المسرحية منذ دورتها الأولى سنة 1983 تظاهرة ثقافية دولية هامة على المستوى العربي والإفريقي والدولي وكذلك موعدا مسرحيا ساهم في التعريف بالتجربة المسرحية التونسية وجعلها رائدة خاصة على المستوى العربي، بالنظر إلى المرتبة الريادية التي يحتلها المسرح التونسي في الساحة العربية. كما مثلت التظاهرة أيضا موعدا مسرحيا عربيا لتلاقي مختلف التجارب المسرحية العربية، كما صنعت التظاهرة عديد الأسماء المسرحية العربية التي أصبح لها الآن الشأن الكبير. أيام قرطاج المسرحية شهدت في الدورات الأخيرة خاصة من3 دورة 2007 بعض التراجع سواء من الناحية التنظيمية أو في قيمة الأعمال المشاركة التي كان الكثير منها ليس في قيمة الحدث و ليس في قيمة و عراقة التظاهرة. هذا إلى جانب نقص الأعمال المسرحية التونسية في السنتين الأخيرتين ونزول المستوى الفني والفرجوي لأغلب الأعمال المعرضة باستثناء بعض الاستثناءات القليلة، حيث أن الثورة لم تخدم المشهد المسرحي خلافا للتوقعات خاصة مع توفر هامش الحرية في الطرح الفكري والفني. وتعتبر هذه الدورة لأيام قرطاج المسرحية تحديا هاما سواء من حيث التنظيم بالنظر إلى الوضع العام في البلاد و كذلك في مستوى الأعمال المعروضة، حيث أن عديد التظاهرات والمهرجانات المسرحية العربية الجديدة قد تفوقت على أيام قرطاج المسرحية سواء في النواحي التنظيمية أو في مستوى جودة الأعمال المعروضة. بحث الاستعدادات الجارية لتنظيم الدورة السادسة عشرة لأيام قرطاج المسرحية التي ستلتئم من 22 إلى 30 نوفمبر 2013 ، كان محور اجتماع تنسيقي اشرف عليه وزير الثقافة مهدي المبروك و حضره الدكتور وحيد السعفي مديرة الدورة 16 للأيام بمقر وزارة الثقافة للتأكيد على أهمية الإعداد الجيد لهذه التظاهرة وحسن انتقاء الأعمال المشاركة بهدف المحافظة على المستوى الفني لأيام قرطاج المسرحية. السيد وحيد السعفي مدير الدورة للمرة الثانية على التوالي أكد على الجهد الذي تبذله لجنة فرز وانتقاء الأعمال المترشحة للمشاركة في هذه التظاهرة لاختيار العروض التي ستدرج في المسابقة الرسمية، وقد ورد عليها إلى حد الآن عشرات المطالب من تونس ومن نحو 17 دولة من بينها 4 دول افريقية. وأكد أيضا على أن جهود الوزارة منصبة على إنجاح هذه التظاهرات تنظيميا وفنيا وإعلاميا وجماهيريا وتوفير الدعم الأدبي والمادي واللوجستي المناسب لها وتذليل الصعوبات التي قد تعيق بعض الجوانب التنظيمية لهذه الدورة الجديد في هذه الدورة هو برمجة عروض في المناطق والمدن الداخلية خاصة في فضاءات مراكز الفنون الدرامية والركحية في كل من الكاف وصفاقس وقفصة ومدنين وكذلك القيروان التي انطلق مركزها في النشاط خلال هذه الأيام، وتأتي هذه المبادرة من اجل مزيد تقريب هذه التظاهرة من محبي الفن الرابع في هذه المناطق الداخلية. ولعل الأهم الذي يجب التركيز عليه في هذه الدورة لتلافي نقائص الدورات الفارطة، هو العمل على تجهيز القاعات المحتضنة لعروض المهرجانات، حيث أن عدم جاهزية القاعات وعدم قدرتها على تامين العروض خاصة من الناحية التقنية كان نقطة الضعف في العديد من الدورات السابقة وساهمت في تدني المستوى الفني لعديد الأعمال المعروضة.