عادت أجواء التوتر لتسود لبنان من جديد بعد الانفجار الذي شهدته إحدى ضواحي العاصمة بيروت، يوم الثلاثاء الماضي وأودى بحياة أربعة مواطنين لبنانيين وسقوط عدد من الجرحى، وقد أتى هذا الانفجار قبيل الزيارة التي يؤديها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى لبنان بداية من يوم الأربعاء. ويحمل توقيت هذا التفجير على الاعتقاد أنه لم يكن يستهدف في الحقيقة تلك السيارة المصفحة التابعة للبعثة الدبلوماسية الأمريكية بقدر ما كان يستهدف المساعي المبذولة من أجل إيجاد حل توافقي للأزمة السياسية المستفحلة في هذا البلد والتي أدت إلى شغور كرسي الرئاسة وعجز فريقي الموالاة والمعارضة على التوصل إلى حل يرضي الطرفين. ومن الواضح أن الرسالة التي أراد أصحاب التفجير إيصالها قد وصلت فعلا... وقد صرح وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي أن «الحكومة ترى بأن الرد الأنجع عليها يكون بالالتزام بالقرار العربي والذهاب فوراً إلى تنفيذ بنوده لملء الفراغ في الرئاسة وتشكيل حكومة جديدة». أما عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية فقد أكد أن ما حدث «دليل على خطورة الموقف في لبنان، وعلى ما يمكن أن نستخلصه من رسائل «وأن هذا» يحتم علينا السعي بكل ما نستطيع للإحاطة بالأزمة اللبنانية...» إن هذا الإصرار اللبناني والعربي على تكثيف المساعي لإيجاد حل لبناني بمؤازرة عربية يعكس رغبة في تجنب تدويل الأزمة اللبنانية، هذا التدويل الذي بدأ يلوح في الأفق من خلال تصريحات بعض المسؤولين الأجانب والفرنسيين خاصة أن بعض الأطراف اللبنانية أصبحت لا ترفضه حيث وصفه الباتريارك الماروني نصر الله بطرس صفير بأنه «أبغض الحلال»، فهل ستنجح أطراف الصراع اللبنانية من معارضة وموالاة، بمساعدة عربية، في إيجاد مخرج من الأزمة يحظى برضا الجميع ويجنب لبنان العودة إلى ظلمات عهود الوصاية الأجنبية وجحيم الصراعات الطائفية.