تحت عنوان «لكي لا ننسى شهداء26 جانفي 1978» نظم الاتحاد الجهوي بجهة بن عروس تظاهرة احتفالية احياء لذكرى شهداء 26 جانفي 1978 مساهمة منه الى جانب كل الاتحادات الجهوية والمحلية بالبلاد في ابراز احد اهم العناوين التاريخية التي رسمت ملحمة النقابيين والشغالين ذودا عن حرية العمل النقابي ودفاعا عن حرمة الاتحاد العام التونسي للشغل وتكريسا لحق الشغالات والشغالين في التنمية العادلة وعموم الشعب التونسي في الحرية والديمقراطية. الساهرون على تنظيم هذه التظاهرة، وعلى رأسهم الاخ محمد المسلمي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس والاخ رضا بن حليمة عضو المكتب التنفيذي الجهوي و الاخت وسيلة العياري عضو المكتب التنفيذي جميعهم اتفقوا على ان يكون إكرام شهداء محنة 1978 لا يمكن ان يكون الا من خلال شهادات من عايش المرحلة وكذلك من خلال الموسيقى والسينما والشعر لتغذية روح الاصرار على السير على درب حسين بن قدّور والحبيب عاشور وعبد العزيز بوراوي وحسين الكوكي وكل من أريقت دمائهم تحت سياط التعذيب. دقيقة صمت ثم الموسيقى فالسينما عند افتتاح هذه التظاهرة عشية يوم السبت 26 جانفي 2007 وقبل كلمة الاخ محمد المسلمي، وقف جميع الحاضرين دقيقة صمت ترحّما على أرواح شهداء 26 جانفي 78 الذين ماتوا في زنازين التعذيب وفي شوارع البلاد ثم واصل الكاتب العام ببن عروس كلمته الافتتاحية التي ذكّر فيها بأن 30 سنة التي مرّت على ذكرى 26 جانفي مثلت زخما حقيقيا لتغذية جذوة النضال لدى قواعد الاتحاد العام التونسي للشغل، ومثلت تلك الاحداث الى جانب احداث 65 و85 نقاطا مفصلية في مسيرة المنظمة الشغيلة وقد ترك الاخ محمد المسلمي المصدح للموسيقي رضا الشمك ليقدّم عرضا موسيقيا تفاعل معه الجمهور الحاضر بترديد الاغاني والهتاف بحياة الاتحاد العام التونسي للشغل كما شاهد الحضور شريطا توثيقيا حول أحداث 26 جانفي 1978 أنجزته اللجنة الجهوية للشباب العامل بالاتحاد الجهوي ببن عروس. مداخلة تاريخية وشهادة حيّة تداول على المصدح في الجزء الثاني من التظاهرة كل من الاخوين الحبيب الحمدوني وعبد المجيد الصحراوي، حيث قدّم الحمدوني مداخلة سبر من خلالها طبيعة تلك المرحلة والظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي ميزتها والتي ساهمت في تأجيج الازمة يوم 26 جانفي، معرّجا على دور الجامعة التونسية وتضحية طلاّبها وطالباتها مع الطبقة الشغيلة ولم يخف الاخ الحبيب الحمدوني قلقه في هذه المرحلة التي تنامت فيها أشكال التعسّف والاستغلال في ظل عولمة السوق وتوسع القطاع الخاص على حساب القطاع العام الذي ناضل من أجله الاتحاد العام التونسي للشغل ولا يزال باعتباره المكسب الوطني الوحيد الضامن لشروط العمل اللائق. اما الاخ عبد المجيد الصحراوي فقد قدم شهادة حيّة عن تلك الاحداث التي عايشها وهو في سن العشرين حيث روى للحضور أدق تفاصيل التعذيب في السجون بعد احالة النقابيين على محكمة امن الدولة مبرزا في ذات الوقت الدعم والتعاطف الذي لقيته الحركة العمالية النقابية من قبل النقابات المغاربية وكذلك تجنّد الصحافة الوطنية والعالمية لاجلاء حقائق الازمة مذكّرا بالخصوص بأمانة الأخ محمد العروسي بن صالح أثناء تغطيته لاحداث محاكمة النقابيين على أعمدة جريدة الصباح آنذاك إلى جانب الاخ عبد الحميد القصيبي (ونظرا لأهمية شهادة الاخ الصحراوي ارتأينا ان ننشر منها مقتطفا تطالعونه في هذا العدد). وقبل أن يفتح باب النقاش الذي استهله الاخ النفطي حولة، أثّث الشاعر عبد المجيد البرغوثي فقرة شعرية قرأ ضمنها بعض قصائده التي أهدى واحدة منها لرئيس تحرير جريدة «القدس العربي» عبد الباري عطوان، والشاعر عبد المجيد البرغوثي كان واحدا من ضمن المعتقلين سنة 1978 بتهم نقابية في شركة النقل بقابس.