نظّمت الجامعة العامة للرصيف الأسبوع الماضي، بضواحي قمرت ندوة دراسية عن «التأمين على المرض والحقوق المكتسبة» وذلك بحضور السيد محمد سعيد الجوادي الرئيس المدير العام للشركة التونسية للشحن والترصيف تحت اشراف الأخ رضا بوزريبة الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الصحة والسلامة المهنية والتغطية الاجتماعية. وكان السيد محمد سعيد الجوادي الرئيس المدير العام للشركة التونسية للشحن والترصيف أكد في كلمته أهمية الدور الذي يقوم به الإتحاد العام التونسي للشغل مبديا ارتياحه للمناخ الاجتماعي المتطور داخل المؤسسة ممّا دعّم مكاسب الأعوان الذين يقومون بتضحيات كبيرة من أجل تطوير الشركة. وأكد الأخ رضا بوزريبة أهمية ملف التأمين على المرض الذي يمثّل مسألة حيوية للعمّال مذكرا بالمسار التفاوضي الذي شهده هذا النظام الجديد ونوّه في هذا الباب بما طرحته الجامعة العامة للرصيف من اشكاليات ممّا يؤكد حرصها على توضيح كلّ المسائل للعمّال حماية لحقوقهم المكتسبة. وكان الأخ نورالدين اللواتي الكاتب العام للجامعة العامة للشحن والترصيف قد ختم بمداخلة قيمة أبرز فيها الاشكاليات المطروحة لدى المضمونين الاجتماعيين. كيف يمكن للصندوق أن يحرف ما جاء بالقانون عدد 71 لسنة 2004 والأمر عدد 1367الذي ينصّ بصريح العبارة أن لكل مضمون اجتماعي الحق في اختيار المنظومة العلاجية التي يراها مناسبة لعلاج صحته غير أنّ الصندوق يروج عبر موظفيه أنّ الاختيار يتمّ بالعائلة لا بالمضمون رغم أنّ الحسم يقع على الاثنين الزوج والزوجة ولا يحق لكل منهما اختيار منظومته؟ وهذا يجرّنا إلى التخمين أنّه بإمكان الصناديق مستقبلا أن تصرف جراية التقاعد إلى العائلة بدلا من المضمون الاجتماعي. وتساءل أين وصل تأهيل هذا القطاع في موارده البشرية والمادية لجعله يتنافس مع القطاع الخاص في اسداء خدمات راقية للمضمونين الاجتماعيين من ناحية الاستقبال والمواعيد والتجهيزات ومخابر التحاليل والأشعة والأدوية ومواعيد العمليات الجراحية والاطار الطبي وشبه الطبي طبقا للاتفاق الحاصل بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل؟ كما لاحظ أنّه مقارنة بالجهات الساحلية تبقى الجهات الداخلية للبلاد تعاني من نقص أطباء الاختصاص والتجهيزات وهناك بعض الجهات التي تفتقر إلى مصحات خاصة بل حتى الصيدليات فكيف يمكن للضمون الاجتماعي في ظل هذا الوضع أن يختار هذه المنظومة العلاجية؟ كما تساءل هل يمكن للتعاونيات ومؤسسات التأمين أن تغطّي الأطباء غير المتعاقدين مع الصندوق وكذلك المصحات والمخابر وغيرها؟! وهل أنّ الصندوق يعتمد مرجعية الأدوية الجنيسة في كل الحالات ومع أنواع الأدوية كافة ثم ماذا عن بعض الأدوية التي ترفض المنظومة استرجاع مصاريفها. وتساءل أيضا عن الحالات الاستعجالية والاستشفائية التي يمكن الجمع فيها بين المنظومات الثلاث. وكذلك قضية التسقيف وتضاربها من حيث المدّة الزمنية التي قد يبقى فيها المريض دون علاج. وقد حضر الندوة ممثلو نقابات الشحن والترصيف بكل من سوسة وصفاقس وقابس وبنزرت وحلق الوادي ورادس اضافة إلى اطارات وأعوان الشركة التونسية للشحن والترصيف.