وصلتنا في بحر الاسبوع المنقضي اضمامة من الاصدارات الحديثة في مجالي السرد والشعر لثلة من الكتاب والشعراء التونسيين وهم وليد سليمان ومنير الرقي وصلاح الدين بوجاه وألفة اليزيدي ووليد الزريبي وصلاح الدين الحمادي، وقد توزعت متون هذه الاصدارات بين الرواية والقصة القصيرة والشعر والحوار وكذلك اختلفت دور نشرها من دار الجنوب للنشر الى دار صامد للنشر والتوزيع الى مطبعة فن الطباعة فالشركة التونسية للنشر وتنمية فنون الرسم... ساعة أينشتاين الأخيرة ضمن سلسلة ديدالوس افتتح المترجم والقصاص التونسي وليد سليمان دربه الحبري بنص آبق مهره بساعة اينشتاين الاخيرة وضمنه تسع قصص قصيرة اختلفت شخوصها وأمنكنتها وأزمنتها وأحداثها وتشابهت جميعها في دفع تفاصيل الحياة اليومية نحو ذورتها في صيغ هي الماء عينه، وقد ضمت المجموعة القصصية «ساعة انشتاين الاخيرة» و «في ساحة جان جينيه» وثلاث ساعات في فيوميتشينو» و «محاولات سيزيف و «كلام مجانين» و «القبلة» و «المراهق» و «ذات مساء» و «كابوس وضاح» أما وليد سليمان فهو يمارس الترجمة الأدبية عن الفرنسية والانجليزية والاسبانية منذ 1987 وشارك في العديد من المهرجانات والمتلقيات الوطنية والدولية مثل اسبانيا وبلجيكا وفرنسا ومصر وأوكرانيا وهو الآن بصدد ترجمة رواية «ثريا» للكاتب الايراني فريدون صاحبجام وكتاب بعنوان «ايروس مني الرواية» وهو مقالات للكاتب البيروفي ماريو بارغاس يوسا وكذلك يعد ترجمة بعنوان «مختارات من أدب أمريكا اللاتينية «لماركيز وبورخيس وكوتاثار وغيرهم، اما سلسلة ديدا لوس التي يشرف عليها هو فسيصدر عنها قريبا ديوان للدكتور محمد قصيبات بعنوان «رحلة الأعمى» ومجموعة قصصية بعنوان «نهر سيشوان» من ترجمة زهرة رميج وكتاب وليد سليمان «ايروس في الرواية». قريبا من سامي الحاج... «قريبا من سامي الحاج... بعيدا عن الحاج سام» هو العنوان السادس ضمن سلسلة الكتب الحوارية التي شرع الشاعر التونسي وليد الزريبي في انجازها منذ اشهر قليلة مثل كتابه مع ظافر ناجي وسعدي يوسف وأحمد فؤاد نجم وصلاح الدين بوجاه... وضمن هذا الكتاب الذي قدمه وليد الزريبي على انه «صياغة أولى» رصّف الشاعر 22 نصا شعريا وزعها على مداخل ثلاثة هي «سيرة الدخول من الخارج الى الخارج» و «سيرة الخروج من الداخل الى الداخل» و «قريبا من سامي الحاج... بعيدا عن الحاج سام»... وضمن هذا المنجز الشعري أثبت وليد الزريبي انه شاعر كألف ويكفي ان يطالع القارئ هذا المقطع الشعري «لست سعيدا على ما يبدو / ولم أكتب بدافع أحد / لكن جنية ما... / أعلى من هذه الدنيا، / تبقيك خفيفا مثل نقار خشب»... وقد كتب سليم دولة عن الكتاب فقال «ليلية هي كتابة وليد الزريبي منذ الحدث الكاميكازي الذي اجترحه الى حد مخلوقه الورقي الذي بين أيدينا...». على أرصفة السماء صدر في الآونة الاخيرة عن دار صامد للنشر والتوزيع «المرسوم الشعري» الاول للشاعرة والفنانة التشكيلية ألفة اليزيدي متخيرة له من العناوين «على أرصفة السماء وضمنته 22 نصا شعريا تراوح بين الطول والقصر وقد وصف الشاعر الهادي دانيال نصوص ألفة اليزيدي بأنها قصائد مكتوبة بعظام الجسد وشرايين القلب وليس بأقلام الحمرة والاستعارات الانثوية الجاهزة، أما الشاعرة ألفة اليزيدي فقد كتب عنها بأنها شاعرة مختلفة بتجربة مكثفة واستثنائية، باحساس مرهف وعيني طفلة ذكيتين تلتقط المدهش والمرعب من تفاصيل الحياة ومعانيها الكونية في آن معا... وعن الشاعرة كتبت الشاعرة ضمن مجموعته الاولى: «لا تسألني من أنا... / في داخلي شيء من الانسان / بعثرته بين الشوارع / والمقاهي / والحانات... / يرقات الحب زرعتها بأناملي المرتجفة / بين الزقاق والزقاق / وعلى الفناجين / وفي قعر كل كأس نبيذ...». كيف قطعت الطريق إليّ... أصدر الشاعر صلاح الدين الحمادي كتابه الثامن شعرا بعد ان داس أرض قصص الاطفال والتراجم، فبعد وجع الاسئلة (1994) ووادي الليل (2000) يعود الى منبته الشعري بإضمامة من القصائد المتفردة طرحها ضمن كتاب وسمه بكيف قطعت الطريق إليّ وأصدره عن مطبعة فن الطباعة منذ ايام ودفع بين دفاته 21 نصا شعريا وصدره بحكمة لنيكوس كازانتزاكي واللافت في هذا المؤلف الجديد لصلاح الدين الحمايدي تلك الحرقة المستعرة في قلب الشاعر اذ تتقافز الاسئلة الوجودية فتتبعثر على بياض الورق لكأنها سهام تنبلج منه لتستقر فيه... كتب صلاح الدين في نص بعنوان «بحث» من هذه المجموعة فقال «أبحث في النسيان / عن النسيان / أبحث في أركان مدينتكم عن لغتي / وعن السر الكامن خلف تفشي الاحزان / يال مدينتكم يا عرب الزمن المرّ !»