تنفيذا لدورة 2008 من الحملة الوطنية لتعزيز الانتساب الى الاتحاد العام التونسي للشغل، نظم قسم القطاع الخاص بالتنسيق التام مع قسم الادارة والمالية ايام 10 و 11 و 12 افريل بفندق صقانس الهناء بالمنستير ندوة اقليمية في الغرض جمعت عددا مهما من النقابيين والنقابيات العاملين في القطاع الخاص بالاتحادات الجهوية للشغل بالمنستير وسوسة والمهدية والقيروان. فتح الندوة الاخ بلقاسم العياري الامين العام المساعد بحضور الاخ محمد سعد الامين العام المساعد مسؤول الادارة والمالية والاخ سعيد يوسف الكاتب العام للاتحاد الجهوي بالمنستير فرحب بالحاضرين وخاصة بالاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد شاكرا له دعمه المتواصل للقسم حتى يحيط اكثر بمنظوريه. وكذلك فعل الاخ سعيد يوسف الذي أثنى علي مواكبة الامين العام لكل الندوات وحرصه الشديد على متابعة كل الانشطة بدقة مؤكدا ان الاهتمام بالقطاع ضرورة حيوية. اثر ذلك تحدث السيد سامي العوادني ممثل موسسة فريدريش ايبارت فأشار الى الاهداف التي تسعى الى تحقيقها منظمة فريدريش ايبارت لدعم الحوار بين الاطراف الاجتماعيين ودعم الديمقراطية الاجتماعية مثمنا الاعمال الكبيرة التي قدمها القطاع الخاص لفائدة الحركة النقابية التونسية من خلال ارساء مرصد الحقوق والحريات النقابية باعتباره انجازا تاريخيا وكذلك محور الانتساب ثم اخذ الكلمة الاخ عبد السلام جراد الامين العام ليفتتح رسمياا الحملة الوطنية لتعزيز الانتساب من خلال الكلمة ألقاها في الحاضرزين وتجدون تفاصيلها في نفس هذا العدد. تناقض بين الدور والحجم دارت فعاليات الحصة الثانية من الفترة الصباحية على مقاربتين: نقابية وأكاديمية. أما النقابية فقد مهرها الاخ محمد سعد الامين العام المساعد مسؤول الادارة والمالية بالانتساب كونه محورا رئيسيا في العمل النقابي مثل بقية الملفات المهمة لانه مؤشر دال على مدى تمثيلية المنظمة واستقلاليتها منبّها الى ان الاتحاد العام التونسي للشغل يعيش تناقضا بين دوره وحجمه وتاريخه من ناحية وبين عدد منتسبيه من ناحية اخرى متسائلا عن طرق معالجة هذا الموضوع ومدى تمثيلية الاتحاد العام وهياكله في الاوساط العمالية. وقد اشار الاخ محمد سعد الى ان مسألة التمثيلية لا تعني فقط جوانبها المالية وانما دلالاتها الرمزية اثناء المفاوضة والتحاور مع الاخر. ثم حاول تشخيص الاسباب المتحكمة في هذا الخلل هل هي ذاتية ام موضوعية ام هما الاثنان معا؟ مشيرا الى وجود واقع موضوعي يفرض نفسه هو تداعيات العولمة اضافة الى موروث ثقافي اجتماعي مازال يتحفظ على العمل النقابي. ويصنّف النقابات كخصم لا شريك وطرق في الحوار وبيّن الاخ مسؤول الادارة والمالية ان النقابات تاريخيا نشأت في واقع اكثر عسرا وأشد صعوبة ولكنها نجحت بفضل التضحيات والارادة مؤكدا ضرورة الوحدة والتضامن والتكاتف باعتبارها اساس القوة وحماية الاستقلالية. مشيرا الى ضرورة الاستئناس بلوائح المؤتمر للبحث عن آليات لتدعيم الانتساب كالعمل على ايجاد صيغ لتعميم الانخراط بالحسم المباشر واقترح الاخ محمد سعد تشكيل لجنة وطنية للتشخيص والتقييم والمتابعة معلنا دعم الاتحاد العام لهذه الحملات التعبوية / التحسيسية لان تعزيز الانخراط امر مصيري لحياة النقابة التي تراهن بقية الاطراف على زوالها واكد اهمية احداث صندوق التضامن النقابي الذي سيبدأ العمل به قريبا باعتباره آلية لحماية النقابيين والدفاع عن كرامتهم. اثر هذه المقاربة النقابية استمع الحاضرون الى مداخلة أكاديمية قدمها الاستاذ سامي العوادي وقد مهرها بالتحولات الاقتصادية وانعكاساتها على عالم وحق الشغل مقدما السمات الاساسية للتحولات الاقتصادية العالمية وانعكاساتها على العلاقات الشغلية مبرزا العمل في مفهومه النموذجي وغير النموذجي واشكال المرونة ثم عرض للانعكاسات الاقتصادية للمرونة والاجتماعية والاساليب العملية للمرونة واشار الى ضغوطات سوق الشغل في تونس والوضع الاجتماعي وكذلك ظاهرة العمل الوقتي ودعّم تمشيه بأرقام للبرهنة والمحاججة. والحصة المسائية ترأسها الاخ عبيد البريكي الامين العام المساعد فأطرها بالحديث عن عسر الاقناع بالانتساب نتيجة العلاقات الشغلية بحكم الاملاءات العالمية للوصفات الليبرالية على الاقتصاديات الضعيفة مبرزا ان جوهر العولمة هو تعميق الاستغلال فنبّه الى ضرورة استثمار المفاوضات وتوظيفها لصالح تعزيز الانتساب من اجل خلق توازن يقلب المعركة لصالحنا وذلك بتعبئة القاعدة العمالية لتسند المفاوضات وتحميها مثمنا موقف مجمع القطاع الخاص في تحيد المفاوضات القطاعية. ثم فتح المجال للنقاش والتعقيبات التي حامت في مجملها حول ضرورة تشخيص العوائق منها الذاتي ومنها الموضوعي بهدف البحث عن بدائل وصيغ لتعزيز الانتساب يقطع مع الحسابات الضيقة اضافة الى ضرورة اعادة النظر في هيكلة المنظمة وتنقيح قوانينها الداخلية منتهين الى ان من مخاطر ضعف الانتساب هو غياب المصداقية في الممارسة النقابية داعين الى ضرورة تكثيف الاتصال بالعمال في مواقع العمل. وقد رد الاخ عبيد البريكي على هذه الهواجس والتساؤلات بأن الانتساب ضرورة حيوية لدعم استقلالية قرار الاتحاد العام بإعادة النظر في الهيكلة من خلال تنسيب المؤسسات الصغرى وشركات المناولة التي اعتبرها داء ينخر جسم المنظمة ويعطّل الانتساب اليها داعيا في هذا الصدد الى وجود القطع مع نزعة التواكل والقاء المسؤولية على الاخر. ثم عقّب الاخ محمد سعد فأشار الى ان منخرطي الاتحاد يمثلون اقلية عمالية تؤمن وتنخرط في النشاط النقابي في مقابل اغلبية تتفرج على الربوة ولا تؤمن بحقوقها واذن فلابد من قلب المعادلة وتعديل ميزان القوى لصالحنا امام غول الخصخصة الذي يتنامى كل يوم بنسق متسارع واشار الاخ محمد سعد الى انه لا يوجد تقلص في نسبة المنخرطين بل ان العدد في نمو وان كان بطيئا مشيرا الى ان النقابيين متطوعون للعمل الجمعياتي والمدني لا طامعون في الامتيازات داعيا الى ضرورة الفصل بين ادوار الاتحاد وادوار الاحزاب. اثره تدخل الاستاذ المنجي طرشونة ليتحدث عن انماط العمل والانتساب النقابي فبين تأثيرات الاشكال الهشة للتشغيل وفرقعة المجموعة المهنية وحاول تقديم حلول ممكنة منها مراجعة الهيكلة النقابية والتصدي لتهميش العمل القار. وقد بيّن الاخ عبيد البريكي ان الفصل 6 / 4 هو قرار الهيئة الادارية الوطنية بنسبة 100 وبالتالي هو موقف الاتحاد العام ثم حاول الاستاذ طرشونة الرد على استفسارات واستيضاحات بعض المشاركين التي تمحورت حول وضعهم المهني كالمتربصين مثلا او دور النقابة الاساسية في انتخاب اللجان الاستشارية والعمل الموسمي... الخ فبين الاستاذ المحاضر ان بند عدم المنافسة يخضع لاتفاق الطرفين الذي ينبغي ان يكون مكتوبا ومحددا في الزمان والمكان مؤكدا انه يحق للنقابة ان تقدم مترشحين للجان الاستشارية وتدعمهم اما العامل الذي تجاوز 4 سنوات عمل دون تحديد عقده فيعتبر مترسما آليا.