لم اجد اسما لهذا النوع من البيداغوجيا الذي اعتمدته الادارة الجهوية للتعليم بالمهدية في مدرسة الروضة بقصور الساف مع تلاميذ السنة الرابعة اساسي لمادة اللغة الفرنسية حيث قسمت توقيتها لثماني ساعات بين معلمين اثنين كل معلم يدرس اربع ساعات وكيف يتم ذلك؟ كل معلم يدرس الانشطة المخصصة لذلك اليوم (journée 1) والثاني يدرس محتوى اليوم الثاني (journée 2) كيف يتم الربط بين ذلك؟ لا اعلم! اذا حصل واراد احدهما ان يركز محتوى يوم او جزء منه بتلاميذه يتصل بزميله حتى لا يقدم محتوى الذي يليه ام ماذا؟ والمعلم الثاني ماذا يفعل في الحصة التي يدرسها؟ عشوائية، اعتباطية، تجزيئية، ارباك... سمها ما شئت الا بيداغوجيا تسعى للرقي بالمستوى الفكري والمعرفي لهؤلاء التلاميذ في مادة اساسية وهي اللغة الثانية ببلادنا التي بواسطتها ندرس العلوم والتكنولوجيا في مراحل دراسية متقدمة. متفقد المادة عبر عن عدم امكانية اعتماد هذا النهج اما متفقد الدائرة والمدير الجهوي للتعليم والمدير الجهوي المساعد للتعليم الاساسي فهم مسؤولون عن هذا الاجراء والتلاعب بمستقبل هؤلاء التلاميذ الذين سيكونون غدا بناة هذا المجتمع وحماته والمساهمين في رقي هذه البلاد العزيزة. الحلول عديدة وبسيطة جدا تقدمت بها انا المعلم الذي مارس هذه المهنة منذ سنة 1981 بصفتي كاتبا عاما للنقابة الاساسية للتعليم الاساسي بقصور الساف وشريك في العملية التربوية وهي غير غائبة على المسؤولين كذلك ولكن لا ادري لماذا غضوا الطرف عنها ولم يكلفوا انفسهم ابداء اي اشارة لتغيير هذا الوضع. اما سبب هذه المشكلة فهو انه وقع تعيين معلما من المدرسة المذكورة مديرا بها بصفة وقتية وعينت معلمة نائبة مكانه رفضت هذه الاخيرة تدريس اللغة الفرنسية فوقعت الكارثة. ألا توجد اسماء اخرى لمعلمي نواب بالادارة الجهوية لتغييرها اذا تعذر تعيين معلم بتعلة لم يبق في السنة الدراسية الا ثلاثية واحدة؟ هذا اول حل، ثانيها ان السيد المدير الذي عين وقتيا هو غير معفى ويدرس عشر ساعات اسبوعيا وان هؤلاء التلاميذ هم تلاميذه ودرسهم لمدة ثلاثيتين في مادة الفرنسية، أليس الاجدر به ان يدرسهم عوض تدريس عشر ساعات تكميلية يمكن ان يدرسها اي معلم؟ في ظل تغييب الشريك الاصلي والفعلي للعملية التربوية ألا وهي الهياكل النقابية يحدث كل شيء وهذا خير دليل على ذلك وهي سابقة خطيرة ربما تسمع في المستقبل افضع من ذلك. التعليم الذي راهنت عليه تونس وقادها الى المرتبة التي نفخر بها بين البلدان في العالم سيقبر وسيؤدي وظيفته العكسية (التجهيل) اذا لم تتخذ الاجراءات الصحيحة ونكون شركاء فعليين في الرقي به وتطويره لما فيه خير تلاميذنا وبلادنا. الطاهر بحر الكاتب العام للنقابة الاساسية