احتفل الشغالون بجهة المنستير على غرار سائر أرجاء الوطن بل سائر أرجاء الدنيا بغرة ماي عيد الشغالين العالمي. وقد أشرف على هذه الاحتفالية الاخ سعيد يوسف الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير بحضور اعضاء المكتب التنفيذي الجهوي وعدد كبير من الاطارات النقابية الجهوية والمحلية وسائر العمال بالفكر والساعد. وبالمناسبة ألقى الاخ سعيد كلمة بيانا استهلها بالتذكير بتاريخ الحركة العمالية في العالم التي انطلقت ذات ربيع منذ قرن ونيف بشيكاغو الامريكية (1889) عندما ثار العمال وقتها ضد غطرسة رأس المال وجبروت الاستغلال الفاحش وما انجر عن ذلك من اذلال وهوان للانسان بل للشغالين على وجه التحديد الذين سقطوا بالعشرات بين شهيد وجريح. محاولة التاريخ الاخ سعيد يوسف لمّح الى محاولة التاريخ اعادة نفسه!! وذلك من خلال انخرام التوازن الدولي وانفراد الامريكان بدور بوليس العالم وفرض سياسات العدوان عبر اصقاع الدنيا كقانون دولي جديد، مما مهّد الى الهجمة الرأسمالية الليبرالية التي ألقت ببعض ظلالها علينا من غلق مؤسسات وخوصصة اخرى وتسريح عمال وضرب الحق النقابي ومحاولة التخلي عن القطاع العام طبقا لإملاءات المؤسسات المالية العالمية. سُبُل النِضَال الاخ سعيد يوسف خلص الى ان كل هذه المعطيات تعني أوضاعا اجتماعية متردية وهجوما على ما حققته الطبقة العاملة والحرية النقابية من مكتسبات وتهميش للعمال وبروز ظاهرة المناولة كشكل جديد للاستغلال والرقّ وشكل مقنع لاخفاء تزايد البطالة وهي امور تضع امام المنظمة تحديات جديدة تدعو الى مزيد التكافل والتضامن النقابي لتفعيل الابعاد الاجتماعية وتجديد التوجهات من خلال لوائح مؤتمر المنستير السنة الماضية وفي ذلك تدعيم لمكانة المنظمة والمحافظة على نضاليتها ولا يكون ذلك الا بالعمل على: الدفاع عن القطاع العام باعتباره مكسبا وطنيا. الدفاع عن الصناديق الاجتماعية وتطويرها بما يخدم مصلحة المنخرطين. احداث صندوق التأمين على فقدان مواطن الشغل في ظل تفاقم ظاهرة تسريح العمال. مراجعة نظام الجباية في اتجاه اقامة نظام جبائي عادل. تطوير وتدعيم الحريات العامة والفردية بمراجعة قانون الصحافة وفتح الاجهزة الاعلامية الرسمية امام الجميع. حرية ممارسة العمل النقابي ومزيد الحرص على تطبيق الاتفاقية عدد 135 الخاصة بحماية المسؤول النقابي. روافد المقاومة اثر ذلك تحول الاخ سعيد يوسف الى بُعد اخر من أبعاد نضالات الشغيلة وهو البعد القومي حيث ساق تحية اكبار لأبطال المقاومة في العراق وصناديد الانتفاضة في الضفة والقطاع. كما دعا الاخ سعيد في اخر كلمة الى تحويل غرة ماي الى عيد حقيقي للعمال وجعله المناسبة الاكبر لفضح السياسات المعادية للعمال والشعوب. اثر ذلك تم تكريم عدد من المناضلين.