تأسس هذا العام في نطاق مهرجان حلق الوادي وعلى هامش سهرات المهرجان الليلية وفي نفس فضاء العروض الذي هيأ مسرحه الفسيح واعدا ركحه لاستقبال الاعمال الفنية الكبيرة. وقد فكر الاستاذ احمد عامر رجل الاعلام المعروف في اتاحة الفرصة لأهل الفكر والفن والذوق الثقافي من الالتقاء ببعضهم واشباع رغبتهم في تبادل الآراء والافكار. وقد استضاف الاستاذ احمد عامر في المقهى الثقافي بمهرجان حلق الوادي هذا الصيف» الاستاذة زهرة المدني عازفة العود الاستاذة آمال موسى الشاعرة والاعلامية الاستاذ والكاتب المسرحي الكبير عز الدين المدني في حوار مع الشباب حول ترجمة المسرح استمعنا الى عازفة العود الموهوبة «زهرة المدني» هذه الشابة التونسية العائدة من باريس لتستريح قليلا من عناء دكتوراه الدولة في فلسفة الفن... فرحلت بنا الى عوالم عميقة وحلقت بنا تحليقا في فضاءات أرحب عبر ارتجالاتها الذكية التي تقودها فيها وذوقها الموسيقي وتكوينها الفني. ثم اخذتنا «أنثى الماء» الشاعرة آمال موسى الى عالم الماء بداية من خلق الاحاسيس الانثوية الى موطن مولد أجنة الحب والخوف والرهبة والقلق ثم جعلتنا نكبر ونصل دنيا الكبار، عالم الدهشة والحيرة، مكان وزمان البحث عن الآخر، الروح والفكر والجسد الآخر الحضن الحامي والحارس الامين. اما الاستاذ عز الدين المدني فقد تحدث من داخل تجربته العميقة والمتعددة الابعاد في التعامل مع النصوص المسرحية تأليفا وترجمة واقتباسا ثم اخراجا. وذكر الاستاذ عز الدين المدني انه لا يكفي ان يكون المترجم عارفا باللغة (المنقول منها واليها) حتى يكون قادرا على الترجمة، فاللغة المسرحية في رأيه هي لغة مختلفة لأنها غير لغة الدراسة او اللغة المدرسية الرسمية، هي لغة فرجوية مثل الديكور والموسيقى والاخراج، والاضواء والاصوات، لغة يمكن ان تراها بصورها وألوانها، يمكن ان نحس بها فتصبح لغة الصمت... لكنها اللغة التي تصل الى الجمهور بسهولة ولا تقف عقبة بينه وبين الثقيل والتذوق والتفاعل مع العمل المسرحي الذي هو الثقافة الحية المؤثرة. ويذكر الكاتب المسرحي هنا وهناك طريفا عن مسرحية «حصان طروادة» التي انتجها المسرح البلدي سنة 1973 وأخرجها الفرنسي دانيال بونوان وقدمت في باريس على مسرح الشان زيليزي بحضور الوزيرالسابق في عهد الجنرال ديول الذي سلم على الممثلين بعد العرض وصافحهم كما جرت العادة عندهم وقال: اcette pièce grègue parle arabe, j'ai tout comprisب «هذه المسرحية اليونانية تتكلم اللغة العربية» وهدا مثل حي على نجاح ترجمة المسرح.