استكمالا للدراسة الميدانية المتعلقة بإشكاليات التنمية والتشغيل في الوسط الغربي سيدي بوزيد نموذجا، نظم قسم التشريع والنزاعات والدراسات والتوثق يوما دراسيا لتقديم النتائج الاولية المستخلصة من هذا المنجز لوضع اللمسات الاخيرة ودفعه الى النور. اليوم الدراسي إلتأم بالاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد يوم الاثنين 28 ديسمبر 2009 وأشرف عليه الاخ حسين العباسي الامين العام المساعد المسؤول عن القسم بحضور الاخ محمد السحيمي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم العلاقات الدولية والهجرة الى جانب الاخ التهامي الهاني الكاتب العام للاتحاد الجهوي بسيدي بوزيد والاخ المنجي عمامي المدير التنفيذي بقسم الدراسات والاستاذة الجامعية سعاد التريكي والاستاذ الجامعي عبد الستار السحباني. لا ننتظر استحسانا بعد الكلمة الترحيبية للاخ التهامي الهاني والاشارة الى قيمة الدراسة المنجزة رغم الضغط الزمني أحال الكلمة للاخ حسين العباسي الذي أشار الى ان هذه الدراسة ستكون سلاحا معرفيا ومنهجيا للمسؤولين النقابيين بالجهة وقال الاخ حسين العباسي «نحن لا ننتظر استحسان الدراسات المنجزة فقط بل نطالب بالتعامل معها جديا وادراجها في مخططات الدولة» متمينا ان تتحرّك قاطرة التنمية بولاية سيدي بوزيد بعد الوقوف على حقيقة وضعها الاقتصادي والاجتماعي من خلال معطيات الدراسة. الاخ حسين العباسي شدّد على خيار الاتحاد العام التونسي للشغل في انجاز الدراسات والتوثيق لها لانها المدخل الفعلي لاعادة المنظمة الى موقعها الطبيعي كشريك فاعل في مسيرة البلاد. نقلة نوعية في كلمته أكد الاخ محمد السحيمي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم العلاقات الدولية والذي أشرف على انطلاق الدراسة الميدانية بولاية سيدي بوزيد ويتابعها الى الآن، أكدّ على أن هذه الدراسة ستمثل نقلة نوعية مقارنة بدراسة الكاف مشيرا الى أن الاتحاد الذي أنجز برنامجا اقتصاديا واجتماعيا للبلاد قبل الاستقلال أصبح اليوم غير مرغوب فيه لانجاز الدراسات التنموية، كما أعلن عن انطلاق اللقاء الاول بجهة القصرين يوم 2 جانفي 2010 لانجاز دراسة ميدانية في انتظار استكمال دراسة ولاية قفصة، مُثنيا على جهد الاساتذة وإلتزامهم مع المجموعات البؤرية المكلفة بالدراسة الميدانية والتي خلصت الى جملة من المقترحات والتوصيات بعد تشخيص «العلل القطاعية بالجهة» متمنيا ان تُأخذ بعين الاعتبار لأنها حلولٌ ممكنة وليست سحريّة أو مستحيلة. خفايا الأرقام في سياق المقترحات والتوصيات بين أستاذ علم الاجتماع السيد عبد الستار السحباني أن الدراسة أُنجزت بعقلية اقتراحية والأهم فيها من الأرقام والاحصائيات هو ما تُخفيه لذلك تعدّدت الفرضيات المنطقية والمعقولة في مقاربة واقع التنمية بالجهة، مستخلصا أنه لا يمكن تغيير الواقع بقرار فوقي بل بتوجه تشاركي يقوم على ثقافة كاملة تتجاوز اللاّمساواة في حظوظ الحياة مذكرا ببعض معيقات التنمية بالجهة كالتشتت السكاني وارتفاع نسبة الامية وتشتت الملكية الفلاحية وغياب الصناعات التحويلية وسوء استغلال الامكانيات السياحية خاصة البيئية والتدنّي الخطير للخدمات الصحية والمرافق التعليمية... تحليل ونقد الأستاذة سعاد التريكي بينت في تدخلها أن انجاز هذه الدراسة كان وفق منهج علمي مضبوط اعتمد على الدراسات والوثائق والبيانات الرسمية والزيارات الميدانية لكل المعتمديات والعمادات واللقاءات مع المسؤولين والشخصيات الاعتبارية الى جانب تنظيم مجموعات بؤرية بكل معتمدية، وأشارت الى أن الدراسة تتضمن جزأين الاول يُعالج اللاتوازنات التنموية بين الخطاب والممارسة (اللامركزية، اللامحورية، السياسات التنموية الجهوية المندمجة الريفية والحضرية) من خلال قراءة تحليلية ونقدية لمفهوم «التنمية المندمجة» والجزء الثاني يركز على القطاعات وتفصيل حاجياتها، كما شرحت للحضور أن مؤشر التشغيل مهم جدا لتصنيف الولايات لسياسة الدولة عموما، منبهة لطريقة قراءة الأرقام والاحصائيات بالشكل العلمي، قائلة أن «الدولة تخلت عن الجهة قبل ان تستكمل دورها في التعديل التنموي» وقرأت على الحضور جملة التوصيات المستخلصة من الدراسة. وثيقة وقتية نظرا لأن الدراسة الميدانية المنجزة ما تزال وثيقة وقتية، وسترى النور بعد الاخذ بعين الاعتبار لملاحظات أعضاء الهيئة الادارية الجهوية بسيدي بوزيد، سنورد بعضا من التوصيات الواردة بها مثل الدعوة لانشاء منظومة شراكة بين الفلاحين ودعم المستثمرين في قطاع الصناعات التحويلية الغذائية منها بالأساس ومراجعة اسناد قروض بنك التضامن واعادة احياء المنشآت الصناعية التي أفلست وأُغلقت وتطوير شبكة الاتصالات وتعبيد الطرقات والتنوير وتركيز ادارات جهوية بالولاية عوضا عن الارتباط بصفاقس وقفصةوالقصرين، وانجاز قطب صحي وقطب جامعي بالولاية... أرقام مفزعة من بين الأرقام الواردة بالدراسة الميدانية لولاية سيدي بوزيد ما لا يمكن تجاوزه دون الإشارة إليه، ومن بين هذه الارقام نذكر وجود طبيب واحد ل 2302 ساكن وصفر قاعة سينما وصفر مسبح وانتاج 65 مليون لتر حليب في السنة مقابل وجود مصنع واحد، 16 فرع بنكي فقط بكامل الولاية و6 صيادلة فقط ومحضنة مدرسية يتيمة وآخر مرتبة في نسبة الاستهلاك الفردي (4.6)...=