حرب المواقع قتلت الحس المسؤول في سيدي بوزيد بالدراسات نخرج من منطق الإحتجاج وندخل منطق المُحاججة التنمية الحقيقية تبدأ بمقاومة الفساد الإداري والمالي سيدي بوزيد الشعب تغطية ناجي الخشناويالمعرفة والعلم حق، والحق لا يُركن في الزوايا المُعتمة، بهذه الجملة يمكن أن نقف على أهم ما طرحته الهيئة الإدارية الجهوية الطارئة التي انعقدت يوم الاثنين 27 سبتمبر بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد. دول أعمال الهيئة الإدارية تضمن نقطة واحدة هي عرض كتاب »التنمية الجهوية بولاية سيدي بوزيد بين الواقع المكبّل والإمكانات الواعدة« وقد حضر فعالياتها الأخ حسين العباسي الأمين العام المساعد المسؤول عن التشريع والنزاعات والدراسات والتوثيق والأخ محمد سعد الأمين العام المساعد المسؤول عن الإدارة والمالية والأخ تهامي الهاني كاتب عام الاتحاد الجهوي بسيدي بوزيد والأخ منجي عمامي المدير التنفيذي لقسم الدراسات والتوثيق والأستاذ عبد الستار السحباني، الذي أنجز الدراسة بمعيّة الأستاذة سعاد التريكي إلى جانب كافة أعضاء الهيئة الإدارية الجهوية بسيدي بوزيد. بداية احتفاليةقبل انطلاق فعاليات الهيئة الإدارية الجهوية نظّم الإتحاد الجهوي بسيدي بوزيد موكبا احتفاليا بصدور الكتاب وزّع ضمنه المشروبات والحلويات على الحضور وشكر الأخ تهامي الهاني كلّ من ساهم في هذا المُنجز العلمي الذي سيكون لبنة تأسيسية لنقابيي الجهة في حراكهم النضالي وخصّ بالشكر الأخ عبد السلام جراد الأمين العام والأخوة أعضاء المكتب التنفيذي الوطني محمد السحيمي وحسين العبّاسي ومحمد سعد والأستاذة سعاد التريكي والأستاذ عبد الستار السحباني والأخ المنجي العمامي وكلّ من ساهم في تأثيث المؤلف. سلاحُ المعرفة افتتح الأخ تهامي الهاني رسميا الهيئة الادارية الجهوية معربًا مرّة أخرى عن سعادته بصدور الكتاب وهو ثاني اصدار ضمن سلسلة رؤى عمّالية بعد الكتاب الذي لامس واقع التنمية بولاية الكاف وستلي الكتابين ثالث عن ولاية ڤفصة ورابع عن ولاية الڤصرين وسيكون الكتاب الخامس عن ولاية جندوبة.الأخ حسين العبّاسي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم التشريع والنزاعات والدراسات والتوثيق هنأ نقابيي سيدي بوزيد بصدور هذا الكتاب الذي واصل مهمّة الإشراف عليه بعد الأخ محمد السحيمي وأكّد ضمن تدخله أنّ الغاية من الكتاب أساسا تتمثّل في أن يكون معينًا وسندًا قويّا يستأنس بمحتواه كل نقابي ونقابية في أي قطاع في كلّ تحرّك نضالي، كما أشار إلى أنّ الهدف الرئيسي من هذا اللقاء هو البحث في كيفية تفعيل التوصيات المستخلصة ضمن هذا المنجز. نشر الكتابالأخ حسين العباسي أيضا أكّد أنّ قسم التشريع والنزاعات والدراسات والتوثيق قد وفّر 700 نسخة للإتحاد الجهوي بسيدي بوزيد وقام بسحب 2000 نسخة من الاصدار وسيقوم بنشر الكتاب على أوسع نطاق ممكن، وقال بأنّ الأخ عبد السلام جراد الأمين العام سيتكفّل بتقديم نسخة من الكتاب إلى رئيس الدولة في أوّل لقاء معه كما سيتكفّل بإرسال نسخ مرفقة بمراسلات رسميّة صادرة عن مكتبه إلى كلّ المسؤولين في الوزارات والإدارات المعنية وطنيا وجهويا...الأخ محمد سعد الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الإدارة والمالية شكر قسم التشريع والنزاعات على تجسيد إرادة الاتحاد في انجاز هذه الدراسات النوعية وتفعيل مساهمته التنموية على المستوى الوطني مشيرًا إلى أنّ الدراسة هي وليدة جهد جماعي يتسّم بالموضوعية والحيادية، ومؤكّدا في كلمته على أنّ التنمية عموما والسياسة التنموية ببلادنا ليست حكرًا على طرف واحد في البلاد، والاتحاد العام التونسي للشغل مسؤول عن تنمية تونس ودوره مصيريٌ اليوم لأنّ الإختلالات التنموية باتت مُحرجة ولا يمكن تجاهلها.وأكّد الأخ محمد سعد على وجوب حسن ترويج الكتاب على كافة النقابيين والقسم مستعدّة لإعادة الطبع إن استوجب الأمر ذلك، وكلّ مؤسسة ستفيد الجهة سيُمكنها من نسخة. ديمقراطية محلّيةأستاذ علم الإجتماع بالجامعة التونسية، الأستاذ عبد الستار السحباني الذي أنجز الكتاب بمعيّة الأستاذة سعاد التريكي أكّد ضمن تدخله أنه أصبح ابن سيدي بوزيد بعد هذه الدراسة مشيرًا إلى أنّ أهمية الدراسة تكمن في استراتيجيتها المنهجية والمعرفية التي تخرج بنا من الحديث عن التنمية في الجهة بعيدًا عن الشعارات والإيديولوجيا والخطابات الفوقية وتدخلنا إلى منطق العلم بالشيء والمعرفة به من خلال المعطيات الدقيقة والأرقام والإحصائيات.وعن منهج البحث أكّد الأستاذ عبد الستار السحباني أنّ الكتاب لم يقم بتأويل المعطيات الرسمية، بل، ومن خلال المجموعات البؤرية التي نظّمها فريق البحث على مستوى الولاية والمعتمديات وعلى المستوى القطاعي، فجاءت رؤية الدراسة متشابكة ومتكاملة حقّقت الثراء المعلوماتي والدقة والموضوعية المعرفية.الأستاذ عبد الستار قال بأنّ السؤال الإشكالي هو كيف يمكن تثمين وتفعيل توصيات ونتائج هذه الدراسة وفي هذا السياق أكّد على وجوب التحرّك وفق عقلية تشاركية بعيدًا عن الاستفراد بالرأي مؤكدا أنّه لا يمكن اصلاح التنمية إلاّ برؤية جديدة وتطبيق اللامركزية لا بمفهومها الصناعي مشيرًا إلى أنّ الديمقراطية المحلية هي الشرط الأساسي لكلّ أسلوب تشاركي يتجاوز ممارسات الإقصاء والتهميش والافراد المجاني. بعيدًا عن الإرتجاليةالأخ منجي عمامي المدير التنفيذي لقسم الدراسات والتوثيق أكّد أنّ العمل النقابي الحديث يسعى بجدّية لإستغلال المعلومة وتوظيفها بشكل عقلاني ورصين بعيدًا عن الإرتجالية، مؤكدا أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل خلق اجماع حول برامجه وتشخصياته وأهدافه من خلال البناء التضامني الداخلي بين الهياكل النقابية وأيضا من خلال رؤيته الإقتراحيّة البنّاءة ذات الأفق الاستراتيجي على المستوى الوطني وأيضا خلق الإجماع حوله من خلال ايمانه وتكريسه للبناء التضامني مع باقي مكوّنات المجتمع المدني المستقل والجامعيين وكل الإطارات الوطنية التي تضع مستقبل البلاد فوق كلّ اعتبار، مشيرا في الآن ذاته إلى صعوبة التعامل والتشارك والحوار في وضع مبني على الإقصاء والتجاهل. حلمٌ جماعيٌما يلفت الإنتباه في تدخل أعضاء الهيئة الإدارية الجهوية بسيدي بوزيد هو حسهم العالي ومعرفتهم الدقيقة بتفاصيل واقعهم التنموي وإلمامهم بكل كبيرة وصغيرة تخص هذه الضيعة أو ذاك المعهد بهذه المعتمدية أو تلك وفي جميع القطاعات، وأيضا لحمتهم الكبيرة في احساسهم بالغُبن التنموي الذي يشدّ ولايتهم إلى الخلف وكذلك تشبثّهم الجماعي بحلم النهوض بأرضهم الطيّبة، وقد تدخّل الأخ المولدي القراوي ليؤكد على أنّ عدم التوازن السياسي هو السبب الرئيسي في الإخلال بواقع التنمية بسيدي بوزيد، وفي ذات السياق أكّد الأخ علي الزارعي على أنّ حرب المواقع قتلت الحسّ المسؤول بالجهة وأنّ المسؤولين الذين من المفترض أن يحقّقوا التنمية بالولاية هم نفسهم من عرقل الدراسة التي أنجزها الاتحاد بالتستّر على الحقائق وتزييف المعطيات والأرقام، أمّا الأخ أحمد القاسمي فقد أكّد أنّ الدولة غيّبت منطقة سيدي بوزيد من مخطّطاتها التنموية في حين قال الأخ سمير الغابري بأنّ صوت الاتحاد ما يزال خافتًا وعلينا أن نعيد التفكير بشكل عميق في كيفية الإصداح بصوتنا كطرف فاعل له الحق في هذه البلاد التي استقلت بدماء أبناء الاتحاد العام التونسي للشغل، وهو ما أكّده الأخ الناصر الزريبي وبرهن عليه من خلال القطيعة الكبرى بين نقابيي ولاية سيدي بوزيد والسلط المحلية والجهوية. ما بعد الدراسة الأخ عبد الحكيم شلباوي ثمّن ما ورد في الكتاب وأكّد على أنّ المهمّة الرئيسية الآن هي في انجاز وتحقيق ما بعد الدراسة وهو ما ذكّر به الأخ عبد الستار الحفظوني مشيرًا إلى ضرورة الإنطلاق كل من موقعه مؤكّدا على أنّ أهم عائق هو وعي المواطن في سيدي بوزيد. في حين أكّد الأخ الناصر الظاهري على أنّ البطالة دمّرت جهة سيدي بوزيد مشيرًا إلى تفاقم الإجرام والإنحراف وارتفاع حالات الإنتحار، وأكد الأخ حسين الجمعي على تأزّم الوضع الإجتماعي وضرورة تفعيل الدراسة في هذا السياق وتحويلها إلى خطّة نضالية ميدانية وأكّد الأخ مسعودي عبد الكريم على ضرورة عدم إغفال دور القطاع العام وعدم التعويل على القطاع الخاص في دفع قاطرة التنمية بالجهة. جهة نموذجيةضمن ردود كلّ من الأخ المنجي عمامي والأستاذ عبد الستار السحباني والأخوة محمد سعد وحسين العباسي وتهامي الهاني أكّد الجميع على أنّ توصيات الكتاب هي بالأساس توجيهات عامّة علينا أن نعمل على أن تصير عمليّة وميدانية وأنّ العمل مع الغير هو من قيم العمل النقابي وثوابته وفي هذا السياق علينا كنقابيين أن نتقبّل ملاحظات الأطراف الأخرى، وأيضا ضرورة خلق ديناميكية حول هذه الدراسة لأنّ قضيّة التنمية ليست قضيّة شخصية وعلينا تجاوز كلّ مظاهر التفكّك بدءًا بمخلّفات »العروشية«.كما وصف الأخ تهامي الهاني جهة سيدي بوزيد بأنّها جهة نموذجية في الإختلال التنموي كما أكّد الأخ حسين العباسي بأنّ التخلّف ليس قدرًا محتومًا وأنّه علينا أن نناضل لإعادة الإعتبار لدور الدولة.وبدوره أكّد الأستاذ عبد الستار السحباني على أنّ سلاح العلم والمعرفة هو السلاح الحقيقي للتقدّم والتطوّر أمّا الأخ منجي عمامي فأكّد على أنّ الإصرار والعزيمة والوحدة هي مفاتيحنا لفتح أبواب التنمية بالجهة. الغائبة الحاضرة الأستاذة سعاد التريكي كانت قد تغيّبت عن أشغال هذه الهيئة الإدارية بسبب تعرّض شقيقتها لتوعّك صحّي نتمنّى أن تكون قد تجاوزته ورغم غياب الأستاذة سعاد التريكي التي أنجزت الكتاب بمعيّة الأستاذ عبد الستار السحباني إلاّ أنّها كانت حاضرة في قاعة الإجتماعات بالإتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد من خلال جهدها المعرفي المدوّن في الكتاب وقد أثنى كلّ الإخوة المتدخلون على مثابرتها في انجاز الدراسة وتحمّلها لمشاق التنقل إلى سيدي بوزيد ومختلف معتمدياته وأيضا لتمرّسها المعرفي ومنهجها العلمي الذي أثرى الكتاب. الأستاذ سعاد التريكيعلى صفحات الشعبسعيًا منّا لإفادة أكبر عدد ممكن من القرّاء والمهتمين والمتابعين سنقوم في أعداد لاحقة من جريدة »الشعب« بنشر كتاب »التنمية الجهوية بسيدي بوزيد: بين الواقع المقبل والإمكانات الواعدة« ضمن ملحق خاص بعنوان »أطروحات عمّالية«