تلقى الصناعات التقليدية تشجيعا من أعلى هرم السلطة وهو سيادة الرئيس زين العابدين بن علي فبالإضافة إلى إقرار يوم 16 مارس يوما وطنيا للباس التقليدي والصناعات التقليدية ووجود عديد التظاهرات الأخرى التي تحث على تطوير هذه «الصنعة» وحمايتها من الإندثار تخصص جائزة لكل المبتكرين لتشجيعهم على المنافسة التي تعود بالنفع على القطاع وقد فاز هذه السنة حرفي من ولاية الكاف بجائزة رئيس الدولة للابتكار وهو السيد منجي بن علي الفضلاوي الذي كان لنا معه هذا اللقاء هل هذه أول مرة تفوز فيها بجائزة في هذا المجال؟ - نعم هذه أول مرة وهي جائزة ستكون حافزا للعمل أكثر وتطوير لباسنا التقليدي كما أنها هي حافز للأجيال المقبلة حتى تتألق وتعمل أكثر. * الكثير ممن يمتهنون مهن الصناعات التقليدية يرثونها عن آبائهم ماذا عنك أنت؟ - لم يكن والدي حرفيا ولا صانعا بقطاع الصناعات التقليدية لكنني عملت في الميدان منذ 50 سنة تقريبا مع أصحاب ورشات للصناعات التقليدية فتعلمت عنهم هذه المهنة التي أصبحت مورد رزق بالنسبة لي. * إذن هناك حب كبير بينك وبين اللباس التقليدي؟ - بكل تأكيد أنا اعشق اللباس التونسي الأصيل والذي يعد حسب رأيي أجمل لباس عربي فعندما يكون حاضرا في المحافل الدولية نلاحظ الفرق بينه وبين الألبسة الأخرى فهو لباس الأصالة بالنسبة للتونسيين. * أنت عايشت جيلين، ما هو الفرق بينهما؟ - القديم أفضل بكثير من الجديد فعديد المكونات لم تعد موجودة وتغيرت ولم يبق على الأصل إلا الحرير بالإضافة إلى أن الصناعة في القديم كانت أكثر براعة ومتانة وأفضل أما اليوم فالشباب يفضلون اللباس العصري لعدة أسباب. * هل يمكن لك ان تحوصل لنا عزوف الشباب عن اللباس التقليدي وإهماله للمهنة؟ - أولا عزوف الشباب عن اقتناء اللباس التقليدي يعود إلى غلاء الأسعار فمثلا مائة دينار يمكن أن يشتري بها كل مستلزماته أما إذا ما أراد أن يشتري مثلا «جبة» فان مائة دينار لا تفي بالغرض بالإضافة إلى أن هذه الألبسة بتصميمها القديم ليست عملية أما عن المهنة فان قلة الصبر لدى الشبان هو الذي أبعدهم عن المهنة فهي «صنعة» تتطلب كثيرا من الصبر وهو أمر لا نجده في جيل اليوم. * بما أنك صاحب مهنة تقليدية هل ان أولادك مغرمون بهذه المهنة؟ - أولادي لم يقبلوا على هذه «الصنعة» فهم مثلهم مثل الجيل الحالي الذي لا يتمتع بالصبر لامتهان التراث بالإضافة إلى أن جيل اليوم يسعى إلى الربح السريع وهو أمر يصعب في هذا القطاع. * ماهي الإضافة التي قدمتها للباس التقليدي وتحصلت من خلالها على الجائزة؟ - إضافتي كانت لل«القشبية» فقد أصبحت بالأزرار وتصميمها يجعلها عملية أكثر ويمكن ارتداؤها في سائر الأيام ونذهب بها إلى العمل دون أن تعيقنا. * كم يتطلب من الوقت لصناعة قطعة واحدة؟ - «القشبية» تصنع في أربعة أيام لأنها تتطلب مهارة كبرى وهناك من يصنعها في اقل وقت لكن الفرق يبدو واضحا بين الاثنين. * هل هذا يصنع الفرق في الأسعار؟ - الأسعار عموما مرتفعة لان اليد العاملة هي المكلفة فاللباس التقليدي يصنع يدويا وهو أمر ليس هينا على صانعيه فمثلا «الجبة» تتطلب 5 أيادي حتى تجهز وكل يد تتطلب أجرا. * لكن هناك من يشكو من غلاء المواد الأولية والتزود بها؟ - المواد الأولية ليست مركزة على نوع واحد هناك أنواع كثيرة وهي متوفرة لكن الإشكال يكمن في التزود فالمطلوب بالإضافة إلى وجود قرية حرفية أن يتم تركيز محطة للتزود بالمواد الأولية لتوفير مصاريف التنقل. * هل هناك تقصير إعلامي في حق اللباس التقليدي؟ - الإعلام لا يتذكر اللباس التقليدي إلا في اليوم الوطني الذي يتزامن مع 16 مارس من كل سنة ثم ينسى لباسنا الأصيل بالإضافة إلى ضرورة اهتمام الإعلام بالصنعة التقليدية وعلى كل مواطن أن يكون مالكا للباسه الخاص. * ماذا عن الإقبال على اللباس التونسي الأصيل؟ - الإقبال مناسباتي لا يكون إلا في مواسم الأفراح أو الأيام التي تسبق اليوم الوطني للصناعات التقليدية