عقد السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث يوم السبت 31 جانفي بمركز الصحافة الدولية للوكالة التونسية للاتصال الخارجي ندوة صحفية سلط فيها الأضواء على نشاط الوزارة والاستعدادات للمحطات والمناسبات الثقافية الكبرى لسنة 2009 واستعرض السيد الوزير أهم ملامح هذه المحطات الثقافية الكبرى التي ستعيشها بلادنا خلال سنة 2009 والتي وجهت لها الدولة كل الاهتمام لتوفير مستلزمات نجاحها مبرزا المكانة المرموقة التي تحتلها الثقافة في تونس والتي تنبني على التلازم الوثيق بالذات والاعتزاز بالهوية إلى جانب التفتح على ثقافات أخرى وقد خصصت الوزارة مبلغ مليون دينار لإحياء هذه التظاهرات. القيروان عاصمة ثقافية ومن أهم المناسبات التي تستعد لها بلادنا هو جعل القيروان عاصمة ثقافية ويبدأ الانطلاق الرسمي لهذه التظاهرة ليلة المولد النبوي الشريف بصحن جامع عقبة وتتضمن التظاهرة مشاهد متكونة من صوت وصورة تصاحبها موسيقى مؤلفة للغرض تحمل عنوان �قيروان الخالدة� يشرف عليها الدكتور جعفر ماجد وسيبلغ مجموع الأنشطة المزمع القيام بها خلال هذه التظاهرة 100 نشاط تتراوح بين معارض وندوات فكرية وعلمية ...وسيتم في الأسابيع القليلة القادمة عقد ندوة صحفية يتم خلالها الإعلان عن البرنامج. ويعود إدراج القيروان كعاصمة ثقافية إلى مورثها الحضاري المتنوع وعراقة تاريخها لذلك وجب استحضار ماضيها المجيد عبر هذه التظاهرة لإبراز ما تزخر به من ارث ثقافي فهي قطب جامعي مهم وعاصمة من عواصم الثقافة في تونس إلى جانب إبراز مكانتها على الصعيد العربي والإسلامي. مائوية أبي القاسم الشابي كما تتضمن المناسبات الثقافية الكبرى لسنة 2009 الاحتفاء بمائوية أبي القاسم الشابي الذي يمتد انطلاقا من يوم ذكرى ميلاده الموافق ل24 فيفري الى غاية يوم ذكرى وفاته الموافق ل 29 أكتوبر وستنعقد يوم الانطلاق ندوة صحفية بتوزر للمد بكل التفاصيل حول الفعاليات التي تتضمنها المائوية. وتحتوي شارة الانطلاق للاحتفال بمائوية الشابي على تدشين معرض وثائقي حول الشابي وأمسية شعرية يشارك فيها عدد كبير من الشعراء من تونس ومن الوطن العربي. وتندرج الاحتفاء بمائوية أبي القاسم الشابي ضمن الاحتفاء بالشعر التونسي في ماضيه وفي حاضره إلى جانب تخليد الرموز الذين ساهموا في نحت الهوية بما أن تاريخنا زاخر بالعطاء وغني بالمبدعين ومنفتح على كل الحضارات هذا إلى جانب إبراز ميراث الشابي للجيل الحاضر كمضامين حية وكشاهدة لعصره. مائوية المسرح التونسي وبما أن المسرح محطة من المحطات الثقافية البارزة ومن أعرق المسارح بالبلاد العربية خصصت سنة 2009 للاحتفاء بمائوية المسرح التونسي وذلك لترسيخ الفعل المسرحي بالبلاد وتكريم المشرفين عليه وهي فرصة ثمينة لدفع الحركة المسرحية وتأصيل الفن الرابع في بلادنا ومزيد تنشيط الحياة المسرحية طيلة سنة 2009 على غرار المهرجانات الصيفية وأيام قرطاج المسرحية. مهرجان الموسيقى وتحدث السيد الوزير عن أسباب إلغاء مهرجان الموسيقى معتبرها وقفة تأمل وتقويم لأن المهرجان في حاجة ماسة إلى عملية مراجعة معمقة لتجنب أخذ إجراءات متسرعة وقد تم إحداث لجنة لدراسة سبل تطويره وتجاوز الخلل الذي برز في الدورات الأخيرة لاسيما اندثار عديد الأعمال التي توجت في المهرجان. كما تم إجراء المشاورات مع كل الجمعيات والأطراف المعنية لتتولى دراسة القطاع السينمائي لتسريع وتيرة هذا القطاع الهام. من جانب أخر تحدث السيد عبد الرؤوف الباسطي على الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة خاصة ما يخص صناعة الكتاب وسبل ترويجه وقد تم تشكيل لجنة تضم ممثلين عن وزارات وأهل الاختصاص (اتحاد الناشرين والكتاب) لتضع البرامج والآليات اللازمة. العناية بالتراث وتجدر الإشارة إلى أن مجال العناية بالتراث يتصدر اهتمام نشاط وزارة الثقافة والمحافظة على التراث حيث تم مؤخرا تدشين متحف الفنون التقليدية الشعبية بجربة كما تعمل الوزارة على ابراز المخزون الأثري والمعماري للبلاد التونسية وذلك من خلال الترميم والصيانة واثراء مناطق سياحية مندمجة حيث تستمر تهيأة متحف سوسة على نسق سريع هذا الى جانب المشروع المهم الذي ينطلق مع بداية السنة وهو تهيأة وتأهيل متحف باردو وقد تم استكمال كل الاجراءات لينطلق التأهيل في الأيام القليلة القادمة.