صحيح أن بلدية تونس تعدّ مركز الحاضرة وعنوانها الكبير منذ أكثر من قرن ونيف.. من يكسبها يكون قد فاز بلقب لا يقلّ رمزية عن رئاسة قصر قرطاج، ومهّد الطريق لحزبه أو لقائمته المستقلة للمراهنة الجدية فى انتخابات 2019... صحيح أيضا أن قائمة التوأم الندائي-النهضاوي استأثرت بنصيب الأسد فى عدد المقاعد المسندة لمدينة تونس بالرغم من التآكل الشديد لقاعدتها الانتخابية بسبب الشراهة المرضية في قضم كعكة السلطة... لكن من غير المفهوم أن تستمر هذه الأحزاب فى إتباع النهج "البوليمى" لابتلاع كلّ ما تفوح منه رائحة السلطة بما فيها "بلدية مدينة تونس" التي صاغت أحرفها الذهبية أنامل وعقول مصلحين كبار منذ سنة 1858... ومن غير المفهوم أيضا أن لا تتعظ العديد من الأحزاب من "خطاياها السبع" من "غرور" و"شجع" وشهوة" و"حسد" و"شراهة" و"غضب" و"كسل"، وذلك بكبح جماح معدتها القارضة ولو لحين ( لاسيما ونحن فى الأشهر الحرام)، وبفسح المجال للقائمة المستقلة الفائزة بهذه الانتخابات لنيل شرف لقب "شيخ المدينة" فى حركة رمزية عالية، إن تمت، قد تنأى بالمصاهرة الندائية النهضاوية شرّ القتال، وقد تعيد للمشهد السياسي المغتصب نزرا من العذرية المتبقية... فبين "ايدير" و"عبد الرحيم" قد يكون "بن ميلاد" البديل... فهل تقبلون التحدي؟