في تقريره السنوي حول الجيوش في العالم و قدراتها التسليحية والقتالية ،لم يصنف موقع global fire' power المتخصص في الشؤون الحربية، الجيش التونسي ضمن قائمته لسنة 2013 المتكونة من 68 دولة حول العالم في إجراء بات تقليدا له منذ انطلاقه في إصدار التصنيفات السنوية. ولم يسبق أن دخل الجيش التونسي إلى التصنيف المذكور غير ان الطريف في الأمر أن الجيش القطري قد صنف ضمن التقرير و حل في المرتبة 65 عالميا. و يصنف الموقع الجيوش الواقعة خارج التصنيف بشكل اقرب إلى قوات حفظ نظام منها إلى جيوش متكاملة بالنظر إلى عديد المقاييس التي يأخذها بعين الاعتبار بداية من القدرة القتالية و تعداد الجنود في الأسلحة الثلاثة البرية ،البحرية ،و الجوية إضافة إلى الإمكانات التقنية والأسلحة و خاصة الطائرات . تواصل التبعية العسكرية لواشنطن بعد 14 جانفي كان الجيش التونسي و منذ تأسيسه يعتمدا أساسا في التدريب و التسليح على الولاياتالمتحدةالأمريكية،و قد تواصل هذا الاعتماد بعد سقوط نظام بن علي و تدعم أكثر بعد وصول حركة النهضة إلى الحكم اثر انتخابات 23 أكتوبر 2011. فتونس و منذ فترة طويلة تتلقى دعما من الولاياتالمتحدة في النواحي الأمنية والعسكرية، حتى بلغ مجموع المساعدات العسكرية الأمريكيةلتونس منذ 14 جانفي 2011، تاريخ هروب بن علي ، ما يقرب عن 32 مليون دولار وهو تقريبا ضعف المساعدة المقدمة مباشرة قبل ذلك التاريخ، حيث تمثل المعدات العسكرية من أصل أميركي حوالي 70% من مخزون الجيش التونسي. كما سجلت تونس ومنذ سنة 1994 حضورها في صفوف المستفيدين العشرين الأوائل من تمويل برنامج الولاياتالمتحدة للتعليم والتدريب العسكري الدولي ،حيث بلغت المرتبة العاشرة في إطار التمويل الإجمالي والمرتبة الأولى على الصعيد الإفريقي و قام أكثر من 4600 من العسكريين التونسيين بتلقي فرص تدريب في مؤسسات أميركية منذ الاستقلال سنة 1956، حيث قدمت منذ ذلك التاريخ أكثر من 890 مليون دولار من منح التمويل العسكري والمعدات العسكرية الزائدة إلى تونس،استنادا إلى بيانات نشرتها السفارة الأمريكيةبتونس. و تعد تونس من البلدان القلائل التي لديها طلاب في جميع الأكاديميات العسكرية للولايات المتحدة بالإضافة إلى أكاديمية حرس السواحل، كما بلغت الاتفاقات المبرمة بين برنامج الولاياتالمتحدة للمبيعات العسكرية الخارجية و تونس أكثر من 780 مليون دولار خلال الفترة الممتدة بين 1956 و 2010 في حين بلغ التمويل العسكري الخارجي أكثر من 647 مليون دولار. في ذات السياق ، كشفت وزارة الخارجية الأمريكية في تقرير منسقها الخاص لعمليات التحول في الشرق الأوسط الصادر سنة 2012،عن تطور درجات التنسيق و التعاون العسكري والأمني و العدلي بين تونس و الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعن "استئناف التدريب في إطار برنامج المساعدة في مكافحة الإرهاب بعد انقطاعه لمدة سبع سنوات"،خلال حكم بن علي. وكان الجنرال كارتر هام قائد القوات الأميركية بإفريقيا "أفريكوم"، قد أكد خلال زيارته إلى تونس في مارس2013 الماضي، "إرسال إطارات من وزارة الدفاع للتدرّب في الولايات المتّحدة كذلك هناك فريق تقني أميركي مختص قادم إلى تونس لتكوين فريق مماثل له في إطار برنامج مكافحة الإرهاب". و أشار التقرير ، سالف الذكر ،إلى أن "الأهداف الإستراتيجية لهذا البرنامج في تونس، تتمثل في تعزيز قدرات الأجهزة المعنية بإنفاذ القانون في مجال مكافحة الإرهاب على التحقيق في النشاط الإرهابي قبل وقوع حادث إرهابي وبعد وقوعه، كما يهدف البرنامج أيضا على تعزيز القدرة على إدارة الأحداث الخطيرة،فهذه المبادرة الإستراتيجية الإقليمية تقوم، عن طريق برنامج مكافحة الإرهاب، بتوفير المعدات وتسهيل شراء مركز قيادة متنقل، ومعمل جنائي متنقل لصالح الحرس الوطني التونسي". وختم التقرير بالإشارة إلى أن "الولاياتالمتحدة الأميركية سوف تقوم بتقديم المساعدات الفنية والمعدات والتدريب ذي الصلة للتونسيين العاملين في مجال تطبيق القانون في الخطوط الأمامية في المطارات الجوية والموانئ البحرية وعلى الحدود الأرضية، كما ستقدم الولاياتالمتحدة أيضا دعما في مجال تطوير وتعزيز أنظمة شاملة لرقابة التجارة الإستراتيجية تفي بالمعاير الدولية". أمريكا الأولى عالميا و مصر الأولى عربيا و سورية في الترتيب رغم الأزمة في تقرير global fire power ،حلت الولاياتالمتحدةالأمريكية في المركز الأول عالميا ب689 مليار دولار كميزانية دفاع سنوية ،تليها روسيا في المركز الثاني ثم الصين فالهند لتتقهقر المملكة المتحدة إلى المركز الخامس عالميا. أما على المستوى العربي فقد جاءت مصر في المركز الأول عربيا و الرابع عشر عالميا تليها السعودية في المركز الثاني و 27 عالميا ثم الجزائر في المركز الثالث و 38 عالميا تعداد 317 ألف جندي منهم شبه عسكريين، و18 مليون شخص يصلح لأداء الخدمة الوطنية و بحسب التقرير ، فإنّ الجزائر تمتلك ، 175 ألف قوات برية و14 ألف قوات جوية و6 آلاف قوات بحرية، وفي ما يخص العتاد، تملك الجزائر 1050 دبابة، 1800 مدرعة، وبالنسبة للمجال الجوي فتتوفر على 409 طائرة حربية، 136 من طائرات الهليكوبتر و36 منظومة طيران قتالية حديثة و 71 أخرى قديمة، و3 غواصات دون توفرها على حامل الطائرات وبميزانية دفاع قدرت ب10.3 مليار دولار. و جاءت سورية في المركز الرابع عربيا و 39 عالميا بالرغم مما تعيشه من صراع منذ مارس 2011 و بالرغم مما يخوضه الجيش السوري من معارك شرسة ضد المعارضة المسلحة في كامل أنحاء البلاد ،و بحسب التقرير فان الجيش السوري هو الأقوى عربيا من حيث القدرة الصاروخية و من حيث امتلاك دفاعات جوية صلبة و قادرة على صد أي عدوان جوي من خلال رادارات متطورة ،طورها خبراء محليون انطلاقا من تقنيات سوفياتية . دول عربية أخرى دخلت ضمن التصنيف العالمي لموقع global fire power منها الإمارات العربية المتحدة و قطر و لبنان و ليبيا و العراق و الأردن و اليمن ،لكن تبقى الإشارة إلى أن البيانات التي اعتمدها التقرير في تصنيفه لسنة 20013 تعود للمؤشرات المسجلة سنة 2012.