تحت عنوان "الأخطاء القاتلة التي أفقدت الحركة الإخوانية إحداثياتها" نشر السجين السياسي الأسبق عن حركة النهضة إصدارا فايسبوكيا جديدا نطالع من خلاله ما يلي :"ربما يكون كافيا للإشارة إلى هذه الأخطاء القاتلة، حين نذكر كيف اقتنع قادة الحركة بإمكانية أن يكونوا حلفاء استراتيجيين لأمريكا، ووثقوا في العم سام، ونذكر أيضا الإعلان الدستوري الذي حصّن به الرئيس الإخواني المعزول في مصر قراراته ضد الطعون والردود، والحال أن مثل هذا الإعلان مخالف للشرع من حيث أن الله وحده الذي لا معقب لكلماته، وما سواه وما عاداه راد ومردود عليه، ومناف أيضا للقواعد الديمقراطية التي قبل بها الإخوان... وكذلك حين تحرك قادة حركة النهضة في تونس بالمطالبة بإدراج بند في الدستور الجديد ينص على أن الشريعة الإسلامية مصدر أو من مصادر التشريع في البلاد، ثم عدلوا عن ذلك بتعلة أن الشريعة ستحدث فتنة وانشقاقا يمس الوحدة الوطنية، فأربكوا بذلك الوضع السياسي والأمني، فوقعت الفتنة ووقعت الاغتيالات ونشطت الجماعات الإرهابية... زد على ذلك تغيّر الموقف من القضية الفلسطينية، لما كانت قضية مركزية ومحور نضال الحركات الإسلامية، فأصبحت في منظورهم السياسي قضية إقليمية وشأن فلسطيني لا يجب أن يلهيهم عن معالجة شأنهم الداخلي، وفقدوا بذلك الحماس لتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني... هذا وغير هذا من الأخطاء التي أضاعت بها الحركة الإخوانية إحداثياتها، فتلاطمتها التجاذبات السياسية والمصالح المخابراتية، فزادتها إرباكا، الأمر الذي أعانها على الفشل وأقنع قاعدة عريضة من الشعب بضرورة التخلي عن حكم الإخوان، مما شجع الجيش في مصر للمبادرة بقلب الأوضاع بانقلاب في شكل خارطة طريق، وجعل حركة النهضة في تونس تقبل بخارطة طريق أخرى تبعدها عن الحكم بتوافق في ثناياه انقلاب ناعم على كل ما أنجزه الحراك الثوري (الإنتخابات واستحقاقاتها) وفيه على مراحل متدرجة إقصاء للإسلاميين ولليساريين على حد السواء.