ماتزال حالة اللاتوافق تسود المناخ العام صلب حركة نداء تونس التي تعيش على وقع أزمة ثقة بين قياداتها الذين انقسموا إلى شقيّن متباينين في وجهات النظر والمقاربات التي من شأنها إخراج الحزب من قمم الخلافات والتشرذم الذي يهدّد وحدة الصفّ الندائي حسب ما أكدتّه مصادر مقربة من الباجي قائد السبسي. وتقول مصادرنا إنّ هناك تخوفات حقيقية من قبل الشقّ النقابي-اليساري الذي يقوده الأمين العام الطيب البكوش والمدير التنفيذي رضا بلحاج بخصوص المؤتمر التأسيسي القادم الذي يعتزم الحزب عقده في 15 جوان المقبل. ومردّ هذا التوجسّ يفسّره هؤلاء بغياب ضمانات قويّة تكفل عدم انحراف العملية الانتخابية التأسيسية عن المسار الديمقراطي التشاركي الذي يتيح الابقاء على الفسيفساء الفكرية والايديولوجية المشكّلة لقيادة الحزب وهياكله التنظيمية والسياسية حيث يخشى هذا الرافد أن تحسم الامور مسبقا في الكواليس لصالح الدساترة والتجمعيين الذين تعاظمت مآربهم لا سيما بعد اسقاط قانون الاقصاء في المجلس الوطني التأسيسي. وكانت لجنة الاعداد لعقد المؤتمر التأسيسي للحزب قد انعقدت صباح اليوم الجمعة بإشراف لزهر القروي الشابي دون التوصل إلى حلّ وفاقي الأمر الذي زاد في ضبابية المشهد وانعدام رؤية واضحة داخل الحركة التي ترجحها استطلاعات الرأي وتوقعات المحلّلين للعب دور محوري ومفصلي مستقبلا من خلال تصدّر الساحة السياسية الوطنية بعيد الانتخابات المرتقبة. وتؤكد ذات المصادر لحقائق أون لاين أنّ الحلّ النهائي سيكون بيد الباجي قائد السبسي الذي من المستبعد أن يتراجع عن قرار عقد المؤتمر في حين أنّه من المنتظر أن يجد مخرجا يرضي جميع الأطراف ويحافظ على الثراء والتنوع الفكري الذي يتميّز به الحزب من خلال الدفع نحو فكرة تشكيل قائمة توافقية يصادق عليها المقترعون من أجل إنهاء الأزمة الراهنة والمضي في الاعداد لقادم الاستحقاقات التي تتطلب تضحيات ومراعاة لمصلحة البلاد بصفة عامة.