أجمع خبراء وسياسيون من تونس وليبيا على ضرورة إرساء وتكريس مقاربة أمنية وسياسية شاملة لمواجهة ظاهرة التطرف والتشدّد الديني التي فرّخت ألاف العناصر الإرهابية في العالم العربي. وأكد الخبراء المشاركون في ندوة انتظمت، اليوم السبت 26 مارس 2016، بالعاصمة حول "ظاهرة الإرهاب في المنطقة الإفريقية: قراءة في المسار والمعالجة" على أهمية مكافحة الإرهاب بعيدا عن التجاذبات السياسية. وتطرقت الندوة إلى عدة مسائل متعلقة بظاهرة الإرهاب أبرزها مسألة تكوّن تنظيم داعش الإرهابي في المنقطة العربية والإفريقية وعلاقة الشباب بهذه الظاهرة. وشدد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والديبلوماسية، رفيق عبد السلام، في كلمة ألقاها ضمن فعاليات الندوة على ضرورة تكريس مقاربة شاملة تحت ما يسمى "بالأمن الشامل" لمواجهة ظاهرة التطرف والتشدّد الديني للحد من انتشارها في العالم. وقال رفيق عبد السلام إن تعزيز الوحدة الوطنيّة ودعم مؤسسات الدولة واليقظة الأمنية هي من أبرز الحلول لمواجهة ظاهرة الإرهاب، مؤكدا على أن هذه الظاهرة عابرة للقارات والحدود عبر العولمة. كما أضاف أن ظاهرة الإرهاب متشعبة نظرا لتداخل الإيديولوجيات وسياسات البلدان مشددا في نفس الوقت على عدم وجود دولة محصنة منها. من جهة أخرى دعا مدير المركز الليبي للبحوث والتنمية، السنوسي البسيكري، إلى ضرورة اللجوء لتفكير موضوعي وسياسي واقتصادي وأمني، بعيدًا عن الاتهامات السياسية المتبادلة حول تصدير الإرهاب". وقال البسيكري إن العناصر الإرهابية قد استفادت من حالة الفراغ السياسي والارتباك الاجتماعي وتردي الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها ليبيا لانتشار أكثر في الأراضي الليبية وبسط نفوذها على مساحات كبرى، مشيرا إلى أن أغلب العناصر الإرهابية المتواجدة في صفوف تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا حاملين للجنسية التونسية مؤكدا على أنه لا يمكن حصر أعدادهم.