أكد المؤرخ الجامعي فتحي ليسير في تصريح لحقائق أون لاين اليوم السبت 5 جوان 2016، أن مقترح حكومة وحدة وطنية تكون مفتوحة على اتحادي الشغل والأعراف والمعارضة والمستقلّين هو كناية عن حلّ وسط بين من مازال متشبثا بالحبيب الصيد وبحكومته وهو يبحث عن إمكانية توسيعها وفتحها أمام كفاءات أخرى (حزب النهضة), وبين من يطالب بحكومة إنقاذ وطني (الحزب الجمهوري )تكون تتويجا لمؤتمر وطني للإنقاذ (الجبهة الشعبية ,المسار ,الجمهوري). وأضاف فتحي ليسير أن الباجي قائد السبسي توخى في حواره الأخير المزاوجة بين المضمر الضمني والصريح الفصيح بمقادير مدروسة وبطريقة مخصوصة، متابعا بالقول إن ما جاء مضمرا في إطلالته الأخيرة هو إقراره بفشل حكومة الحبيب الصيد ما يعني بلغة أخرى إن هذا الأخير "استنفذ خراطيشه" بحيث باتت جعبته خاوية وجرابه فارغة، وأما الصريح الفصيح في قول الرئيس فقوامه أن الوضع خطر( وليس خطيرا) جدّا خاصة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي, وفق تقديره. واعتبر المؤرخ الجامعي فتحي ليسير أن الإعلان عن مبادرة حكومة وحدة وطنية في هذا الوقت بالذات والتشديد على أنها باتت المخرج الوحيد بعد انسداد الأفق قد ألقى حجرا في البركة السياسية الآسنة في تونس، على حد قوله. وأوضح فتحي ليسير أنه لا يجدي كثيرا القول بأن ما اقترحه السبسي هو كناية عن مناوره سياسية وأن لدى الرجل أوراقا أخرى لم يكشف عنها ممّا يطلق عليه ب" مخطط ب " قائلا:" ذلك أن الظرف العام من الخطورة والدقة (وهذا ما أكده محافظ البنك المركزي بكل وضوح و قوة منذ يومين ) بحيث يحتم على الأحزاب الوطنية التخلي عن أنانيتها وحساباتها السياسويّة والتأسيس لنوع من "الكتلة التاريخية" بحيث يكون لها شرف إنقاذ الوطن من الأزمة التي تطبق عليه وتساهم بالتالي في التخفيف من معاناة التونسيين الذين لم يبق في قوس صبرهم منزع".