وتمتاز هذه المجموعات بولاية توزر بسلوكها المعتدل مقارنة ببقية المناطق حيث لم يسبق لها ممارسة العنف طوال السنتين المنقضيتين رغم ان أغلب المنتسبين اليها من الشباب. وتتضارب التقديرات حول عدد أفرادها ووفقا لأحد المنتسبين للتيّار الذي يرى أن عددهم يتراوح بين الألف والألف ومئتان ، بينما يرى أغلب من قمنا بسؤالهم أن عددهم لا يتجاوز ال700 نفر في أقصى الحالات بكامل الولاية وأن عدد المتشددين منهم يعد على الأصابع وفق ما ذكره (ع.ر.)لراديو كلمة وهم موجودون بمدينة نفطة وأضاف أن عدد من غادروا البلاد باتجاه سوريا بنية الجهاد لم يتجاوز الثلاثة أنفار وعادوا جميعهم لتونس. وترّكزت أغلب أعمال هذه المجموعات على دراسة الفقه وحفظ القرآن وقيامهم بين الفينة والأخرى بجمع وتوزيع المساعدات على الفقراء.
علاوة على ندرة إقامتهم للخيمات الدعوية التي منعت إحداها مؤخرا بمدينة نفطة كما منعت أخرى بتوزر لقربها من مؤسسة تربوية وعدم حصولها على الترخيص القانوني من قبل الأمن، وهم أيضا لا يسيطرون على المساجد فلهم مثلا بتوزر مسجد بالمدينة العتيقة'' أولاد الهادف'' و قاموا بفتح مسجدا بالمدينة العتيقة يعرف بمسجد "سيدي المياضي "بعد أن كان مهجورا و وكرا لمعاقرة الخمر .
وختاما فإن طبيعة النسيج الاجتماعي داخل ربوع الجريد لا تسمح بتغلغل هذا الفرق باختلاف مناهجها وأفكارها نظرا لوجود تقاليد عريقة من المدارس القرآنية والنشأة الدينية وأيضا لوجود عدد كبير من المنتسبين للتيار الصوفي ما يخلق توازنا فكريا وعقائديا لدى ابناء المنطقة عموما حيث يتجلّى هذا العنصر أساسا في عدم تسجيل أي اعتداء لا على الأضرحة والمقامات أوالزوايا.