علمت كلمة أن قوات من الجيش الوطني دخلت مدينة سيدي بوزيد ومنزل بوزيان ومدينة المكناسي منذ الساعات الأولى من فجر يوم السبت حيث تم فرض منع التجول وحوصرت مختلف مدن الولاية بقوات كثيفة سيطرت بصفة كاملة على حارة الزعفور حيث قامت بحملات مداهمة وانتهاك حرمات المنازل، كما تم خلع عدد من المحلات التجارية. وعلمت كلمة أنه تم نقل أكثر من مائتين من شباب الولاية المعتقلين إلى عدد من مراكز الإيقاف بمدينة صفاقس كما تم نقل عدد من الجرحى إلى مستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس، إصابات بعضهم خطرة خصوصا الشاب محمد أمين السليمي الذي أصيب برصاصة في قفصه الصدري والشاب نوفل العباسي، كما بلغنا أن الشاب رابح العماري يرقد في قسم الإنعاش بعد إصابته برصاصة خلال مواجهات الجمعة التي شهدتها مدينة منزل بوزيان. من جهة أخرى لقي الشاب شوقي الحيدري حتفه صبيحة يوم السبت بالمستشفى الجهوي بصفاقس متأثرا بجراحه التي أصيب بها خلال المواجهات الأخيرة بمنزل بوزيان. ويشهد المستشفى الجهوي بصفاقس وجودا أمنيا مكثفا لحراسة الجرحى ومنع الزيارة عنهم. وفي سياق متصل علمنا من مصادر مطّلعة أن الطفل الطيب البسدوري البالغ من العمر 16 سنة قد وقع اختطافه من قبل الأمن في منزل بوزيّان البارحة حوالي التاسعة، وإلى حدود الساعة الثالثة من مساء اليوم 25 ديسمبر لم يعلم عنه أهله أي خبر، وذلك رغم اتصالهم بالأمن، ويخشى أن يتعرّض إلى التعذيب خاصّة بعد حالات الاعتداء والتعذيب التى حصلت على خلفية الأحداث. وفي اتصال هاتفي أكد لنا أحد أهالي الحي الشرقي بسيدي بوزيد أن هناك كثير من الجرحى أصيبوا بالرصاص المطاطي منذ أيام لم يستطيعوا الخروج من منازلهم للعلاج نظرا لحالة الحصار الأمني التي تشهدها المدينة. ميدانيا ورغم حالة الحصار تمكن عدد من المناضلين النقابيين من إختراق الحصار الأمني المضروب على مدينة بوزيان والخروج منها عبر المسالك الفلاحية وإلتحقوا بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد والتحموا بمئات النقابيين المعتصمين داخل مقر الاتحاد الجهوي وطلبوا من المعتصمين النجدة والحماية، وقد خرج الجميع في مسيرة حاشدة في الشارع الرئيسي أمام مقر الولاية، وتمت مواجهتهم وتفريقهم باستعمال القوة. كما شهدت معتمدية بئر الحفي التابعة لولاية سيدي بوزيد يوم السبت مسيرات شعبية احتجاجا على سياسات الإفقار والإذلال ومساندة لأهالي سيدي بوزيد. كما شهدت منطقة سوق الجديدة ومدينة المكناسي مساء السبت مسيرات احتجاجية في تحدي لحالة الحصار التي تشهدها الولاية. ونقلا عن شهود عيان فقد تمت مشاهدة نيران كثيفة بقرية الاعتزاز من الصعب التكهن بمصدرها في ظل الحصار المضروب على القرية، حسب المصدر. وعلمت كلمة أن حملة اعتقالات واسعة طالت جميع المدن الرئيسية بالولاية انطلقت على الساعة العاشرة من مساء السبت 25 سبتمبر كما شوهد أفراد من قوات التدخل السريع يقتحمون المنازل والدكاكين التجارية ويعبثون بالأموال والممتلكات. وفي سياق متصل علمت كلمة أن شابة من أصحاب الشهائد العاطلين عن العمل أقدمت على انتحار احتجاجي وذلك بشرب كميات كبيرة من الدواء. من جهة أخرى شهدت ساحة محمد علي تجمعا نقابيا كبيرا يوم السبت 25 ديسمبر الجاري دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل تضامنا مع أهالي سيدي بوزيد، وقد رفع المتظاهرون شعارات منددة بالفساد و الاستبداد ومطالبين برفع الحصار عن الولاية. وقد عبرت المسيرة نهج المنجي سليم ومنه إلى نهج الدباغين رغم محاولات قوات الأمن التي كانت حاضرة بأعداد كبيرة منع المتظاهرين من الخروج إلى الشارع، وقد دامت المظاهرة حوالي الساعتين وشهدت مشاركة عدة مئات حسب بعض التقديرات. كما يواصل عشرات المواطنين الإعتصام بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي بسوسة تضامنا مع أهالي سيدي بوزيد . ولتفعيل آليات التضامن التقى عدد من المعتصمين مع أحد أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي للشغل واقترحوا تكوين لجنة جهوية لمساندتهم. وتتواصل اليوم الأحد التجمعات والمسيرات المساندة لأهالي سيدي بوزيد في عدد من ولايات الجمهورية حيث دعت الاتحادات الجهوية بكل من قفصة ، سليانة، نابل، صفاقس، القيروان إلى تجمعات احتجاجية مساندة لتحركات أهالي سيدي بوزيد . وفي المهجر نظم المهاجرون التونسيون اعتصاما بساحة" كورون" بباريس يوم أمس السبت 25 ديسمبر حضره حوالي ثلاث مائة شخص حسبما ذكرت مصادرنا ، كما ينظم اليوم الأحد على الساعة الحادية عشر اعتصاما أمام السفارة التونسية بباريس لمساندة أهالي سيدي بوزيد المحتجين.