صح عن السيد "سليم"* قول حكيم مفاده "أن الخلفية الثقافية والفكرية التي نستند إليها قد تشكل مناعة طبيعية في وجه بعض الأفكار أو الشعارات المغرية والجذابة، لا سيما إذا ما تزيّنت بحريّة الإعلام والصّحافة وصيانة الحق المطلق في الحرية "! ... ثم زادنا منه كرما ولطفا شرحا وتبيانا ضافيا لأصحاب النوايا المغرضة والأهداف المشبوهة من أناس مشبوهين لا هم لهم إلا السيطرة وجني الأرباح والهيمنة على المستضعفين من أمثالنا والإستحواذ على ثرواتنا وممتلكاتنا. ثم ضرب لنا أمثلة من القوم ونماذج من أساليبهم وممارساتهم، ليعيننا على مقاومتهم والوقوف في وجوه غزوهم! حشد صاحبنا كما من المعلومات المخابراتية الدقيقة التي لا يتسرب إليها الشك ولا يجرأ عاقل على تكذيبها عن النماذج التي أوردها والتي تتاجر "بحقوق الإنسان" الأصل التجاري الذي أصبح فيه شركاء متشاكسون فكل يدعي به وصلا وما عدنا ندري لمن يقر هو بذاك! تماسيح الإمبريالية والإقطاع سبحوا في الأنهار الإفريقية ليوقعوا بمزيد من الفرائس وليوسعوا أملاكهم ومجال هيمنتهم على برك من النفط ومناجم الذهب والمعادن النفيسة ولكنهم لما وجدوا بعض الصد! رفعوا سلاح حقوق الإنسان في وجه بعض الزعامات الإفريقية، كاشفين ثرواتهم الخيالية المشبوهة داعين لمتابعتهم. وهو ما أفزع صاحبنا ابن "الصباح" أو "الوكالة". ونحن معه في فزعته! ... تسقط الإمبريالية والتوظيف الخسيس لحقوق الإنسان والمتاجرة بما لا تجوز المتاجرة به! ولكنني وأنا المواطن العادي تماما كصاحب المقال المذكور بل أقل لأن حكما صدر بإيقاف مواطنتي حتى تحل قضية الأملاك المشبوهة قد لمست خوفا وفزعا في سؤاله عن الحدود الفاصلة بين الخط الأبيض والأسود " في عدد كبير من القضايا والملفات التي أثيرت في السابق أو ستُثار في المستقبل القريب من قبل وسائل الإعلام العالمية"! ... وهو قلب الرحى ومبعث المقال وسبب وروده! ... وكأن صاحبنا أو من دفعه للكتابة، لديه أملاك مشبوهة يخشى أن يستهدفها الإعلام العالمي أو من يقف وراءه من قوى الإستكبار التي لا تتورع عن توظيف أي وسيلة لتحقيق أهدافها! وكما قيل: "يكاد المريب أن يقول خذوني"! أو "إلّي على راسو قربة تنز عليه"! وشكرا على طمأنته لنا "بموعظة" لطيفة "أن الخلفية الثقافية والفكرية التي تميّز النخب والمثقف في تونس كما في غيرها من الدول المشابهة لنا ظروفًا وتاريخًا ومجتمعًا، ستمكننا حتمًا من الحصانة المطلوبة ضد التوظيف والاستغلال وكل أشكال الاحتيال الفكري والثقافي والإعلامي"! ... فالشكر موصول له وللصباح والوكالة، ونحن أشد منه إيمانا بأننا ليس لدينا ما نخفيه في تونس على غرار الزعماء الأفارقة الذين تم استهدافهم بقضية الأملاك المشبوهة! فكل أملاك زعيمنا ومن تفرع من تحت جبته أملاك مشروعة لا تحوم حولها الشبه فنحن وما ملكنا لزعيمنا وأهله! ولسنا في حاجة إلى جرد أملاكهم قبل التغيير وبعده! فتلك أفعال الحاسدين! وبيتنا شفاف من زجاج ولا فائدة من قذف الآخرين بالحجارة! ... فقد يردوا ظلما وعدوانا فيتهشم زجاجنا وتفسد شفافيتنا! ويتبين حينها أن تونس كلها ملك مشبوه منذ يوم "لارئاسة مدى الحياة ولا ظلم بعد اليوم"!! إلى أن يحين موعد سؤال "من أين لكم هذا؟" .... إلى اللقاء! * سليم ضيف اللّه: الصباح 13 أوت مقال بعنوان: المنظمات الإنسانية الدولية والدفاع عن حقوق الإنسان: أية حقوق... وأي إنسان؟