غريب أمر جماعة راديو كلمة، فقد صدعوا رؤوسنا بتقاريرهم عن برود الحملة الانتخابية وعن تنقلاتهم الميدانية بين مقرات الأحزاب المشاركة في العملية الإنتخابية، في المدن والقرى، بحثا عما يوحي بوجود تنافس انتخابي، أو نشاطات حزبية! ... وذلك سعيا منهم لإسباغ شرعية على العملية الإنتخابية ولكن دون جدوى! ... باءت جهودهم المشبوهة بالفشل الذريع! ... وهو نفس مصير الذين زعموا أن دورهم هو رصد الحراك الإعلامي للمحطة الإنتخابة! تنقلوا من مقر إلى مقر ومن حزب إلى حزب ومن جامعة إلى جامعة! ... لم يعثروا على من يخاطبهم أو من يشرفهم بالحديث عن برنامجه الإنتخابي، وخططه المستقبلية! ... بل لعل الحالات النادرة التي حصلت تمت بإرشاء المتحدثين أو انتحال هوياتهم! العيب طبعا في اللاهثين وراء السراب البقيعة، الذي يحسبه عطشى الديمقراطية ماء، فإذا أتوه لم يجدوه شيئا ووجدوا عنده رجال "الأمن" فوفوهم حسابهم غير منقوص!! متى تفهمون أيها الحالمون واللاهثون وراء السراب أن أعضاء حزب "التغيير" وبقية الأحزاب المشاركة أفقه منكم وأوعى للعملية وسيرها! ... ذلك أنهم فهموا أن الأمور منظمة ومقدرة ولا فائدة من الصخب! ... تلك هي نسختنا المطورة للديمقراطية! ... التي تنأى بنخبها ومناضليها عن مسار الديمقراطيات الغربية المشوهة وصخبها المنبوذ! شعبنا بلغ مرحلة من النضج تجعله يعرف ما يريد ويفرق بين الخيارات والبرامج دون ضوضاء وصراعات وأموال تنفق وسموم تنفث في التنقلات الزائدة! ... وكذلك المشرفون على تنظيم العملية الانتخابية، قد بلغ بهم الوعي والفهم والإحاطة بشعبهم ما يمكنهم من معرفة نواياه وميوله ورغباته دون حاجة منه للبوح بها، فيلبونها له دون أن يكلفوه عناء الزحام والتنقل وإهدار الوقت في أمور تحركاتها محسوبة ونتائجها معلومة! .. . وما دام الأمر كذلك فلا فائدة من الرياء والكذب على الناس والتظاهر بمظهر الحرفيين الذين لا حقّ لهم في إعمال رأي أواجتهاد لاجتناب الطرق المتشعبة والطويلة! الأمور واضحة والمسألة لا تحتاج أكثر من قرار جريء يوفر الوقت والجهد! وإذا تعلق الأمر بالجرأة واتخاذ القرار المناسب فلا أعتقد أن هناك من هو أقدر على ذلك من زعيمنا! ... فقد مرسته الأيام وعركته التجارب فراكم قراراته الشجاعة، بدأ من قرار "الإنقاذ" يوم السابع الأغر! ... وإلغاء الرئاسة مدى الحياة، وإرجاع الأمر للشعب! ... ثم قرار تغيير الدستور لفتح عدد الترشحات! ... وختاما اتخاذ قرار رفع التحدي ومواصلة المشوار في خدمة شعبه حتى يقضي الله أمره أو يعيد التاريخ نفسه! ... فهل من جرأة وشجاعة أكثر من هذه!! أفيقوا أيها الحالمون واعلموا أن الديمقراطية ليست مظاهر خداعة ولا حراك موهوما! وإنما هي إرادة وجرأة وإقدام وقرار صائب في وقت مناسب! موعدنا يوم الزينة وأن يحشر الناخبون في سنة 2014 صباحا، كان عشنا ليجددوا العهد مع آل بن علي في شخص حرمه المصون! ... وذلك ما جناه علينا أصحاب كتاب "حاكمة قرطاج" بخبثهم! ... فالبلاء موكل بالمنطق!! موافق أنا ومصوت من الآن بنعم: