تحدثت تقارير صحفية لصحفيين فرنسيين عن انعقاد اجتماع دولي سري حول سوريا على هامش "مؤتمر أصدقاء سوريا" الذي انعقد في 24 فيفري الماضي. ولقد كذّبت السلطات الرسمية هذا الخبر، فهل تكون السلطات التونسية تضايقت لعدم استشارتها حول هذا الاجتماع الذي انعقد في أراضيها؟ رئاسة الجمهورية نفت في بلاغ أصدرته الاثنين 5 مارس 2012 انعقاد أي اجتماع مماثل. ويبدو أن المقال الذي نشرته المجلة الأسبوعية الفرنسية الساخرة "لو كانار أونشاني"(le Canard Enchainé) والذي نقل تصريحا لمسؤول بارز في "الكي دورساي" (الخارجية الفرنسية) يؤكد فيه انعقاد اجتماعين في تونس ! مما يعني أن تونس احتضنت لقاء أولا تحت عنوان "أصدقاء سوريا" ولقاء آخر "أكثر سرية وضم شخصيات أكثر أهلية من الديبلوماسيين لمثل هذه الأعمال، وهم رجال المخابرات". أصدقاء سوريا.. ورجال الظل ويبدو أن "رجال الظل" هؤلاء ومن خلال مرافقتهم المسؤولين الرسميين لبلدانهم إلى تونس، قد تمكنوا من تدارس إمكانية "ترتيب انقلاب" بالاعتماد على مُخاطبين سوريين. ويحلل المقال المنشور في مجلة "لوكانار أونشاني" المعروفة بمصداقيتها ودقة معلوماتها، مختلف الاستراتيجيات المدروسة بالتفصيل. كما يذكر المقال البلدان المشاركة في هذا الاجتماع الموازي، وهم كل من "قطر والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والعربية السعودية على وجه الخصوص." وهنا يطرح السؤال نفسه: ماذا عن الاستخبارات التونسية؟ هل استضافت هذا الاجتماع كما استضافت تونس رسميا وتحت المجهر اللقاء الدولي لأصدقاء سوريا والذي مثل مفخرة للرئاسة والدبلوماسية التونسية؟ الصحفي "كلود أنجلي" كاتب المقال نفى لراديو كلمة أن تكون تونس شاركت في هذا الاجتماع، كما رجح أن تكون السلطات تجهل انعقاده. هذا الاحتمال يمكن أن يفسر تأخر رد السلطات حول هذا الخبر، حيث استغرقت الرئاسة خمسة أيام لإصدار تكذيب غير متقن. فالرئاسة لم تعتد الرد على المقالات الصحفية - وخاصة منها الأجنبية - عبر إصدار بلاغات رسمية. و هذه المرة، نجدها تشير إلى "وسائل إعلام أجنبية" قامت بإثارة "اجتماع سري لممثلين لعدد من الدول". ولقد أكّدت الرئاسة في البداية "أن اجتماعا مماثلا لم ينعقد"، ولكنها سرعان ما صرّحت بحذر وفي نفس السياق بأن "تونس لا يمكن أن تسهل أو تشارك في اجتماع مماثل"، ثمّ توسعت الرئاسة في هذا البلاغ الصحفي في نقاش الخطط الديبلوماسية التونسية تجاه سوريا ! المرزوقي يعرف جيدا مجلة "لوكانار أونشاني" أما عن وزارة الداخلية، فقد أقر ممثلون عنها لراديو كلمة عند استفسارهم أنهم "على جهل تام بالموضوع"، وذلك قبل أن يوجهونا عبر المتحدث الرسمي باسمها "خالد طروش" إلى بلاغ رئاسة الجمهورية من جديد. ومن غير المرجح أن يشكك الرئيس المرزوقي فعلا في المعلومة التي تسربت من الديبلوماسية الفرنسية. وكما أشار "كلود أنجلي" رئيس تحرير المجلة "عندما كان المرزوقي يعيش في فرنسا، كان يعرف جيدا مجلة "لوكانار أونشاني"، وهو يعرف جيدا أننا لا نمزح مع مثل هذه المعلومات، وخاصة منها التي تمس العلاقات الدولية". ومن هنا، فانه من المرجح أن الدولة امتعضت من أن عددا من ضيوفها تجرؤوا على التآمر على نظام "بشار"... من دون استضافتها؟ زُوي دوباك ولقراءة المقال المذكور حول الاجتماع السري مترجما إلى العربية الرجاء الضغط على هذا الرابط