كثيرون هم الذين يهملون المستقبل ويسقطونه من حساباتهم ...وهؤلاء احترفوا ركوب الأحداث واللهث وراء كل أسباب التلميع الى حد انتحال الصفة. وفي ظل التسيب يمكن لهم إتيان ما يريدونه من أقوال وان ينسبوا لأنفسهم ما يشاؤون من أفعال ...وهؤلاء نجدهم في كل الفضاءات حتى تلك التي اعتبرنا أهلها أكثر تشبثا بالمصداقية ...هؤلاء شنفوا الآذان لكن في رواياتهم التلميعية ما يذكروا ب ' كاد المريب ان يقول خذوني ' حتى نصل الى ' جنت براقش على نفسها ' ...هؤلاء أصحاب الخطب العصماء في الدفاع عن النفس لابد ان يضبطوا النفس أكثر لان كل كلمة تزيد في فتح الملفات فهناك من يستمع بإنصات إلى كل ما يجري من حديث في الملفات للتحليل والتحميض وفك الرموز حتى يتبين الأسود من الأبيض لان الثروة تشترط منح كل حق حقه والتأكد من كل كلام بصدقه او عكسه حتى لا نصل إلى الادعاء وما لف ذلك من بهتان ... وحديثنا حول حرفاء الملفات الذين إذا سألوهم عن الانتهاكات ' سارعوا بإعلان البراءة والحال ' ان التهمة لم يتم حتى مجرد النطق بها ولو انه لنا مثل يقول ( حشاكم ) ' المجراب ....' لهؤلاء نقول في السكوت حكمة ....فمن يتكلم إلى حد الهذيان وراءه مآرب ..والحال انه لنا غاية ولا مأرب ...وغايتنا إصلاح ما بان من اعوجاج في رياضتنا وتعزيز الموجود من اجل المنشود فليس كل ما حصل صالح لسلة المهملات فهناك ايجابيات اجمعنا حولها علنا ...والأمل ان لا يكون التراجع في ' قفلة الصباط ' ....وما يجب ان يجمعنا الآن هو الإصلاح فكل يوم يمر تخسره رياضتنا وهذا مرفوض ....وخبر استئناف النشاط جاء ليحيي فينا الأمل وأملنا ان لا نعود بلهجة ' تقطيعية ' ( نسبة إلى التقطيع والترييش ) بل يجب ان يكون الأمر بلهجة البناء ...بعيدا عن المصالح الضيقة والدفاع عن المنح الجارية بغير ذي حق وما أكثرها اللجان التي كادت تتحول إلى صندوق للضمان او الشيخوخة يغدق بالمنح على كل ناقد او رافض او غير منصهر... ولنا في التحكيم من أهول الأمثلة فالمنح التي توزع شهريا تعد بالملايين والأمل مراجعتها ...لان هؤلاء المنتفعين تصلنا منهم لغة التطوع والحال أنهم من اشد المدافعين عن المنح والامتيازات التي لا تصل جيوب العديد من أصحاب الشهادات العليا ... والمراجعة لا يمكن أن تستثني أحدا فلا بد ان تشمل حتى من وضع نفسه محاميا عن الحكام ومقوما للفساد ولما انتفخ جيبه تحول إلى النقيض ليلتحق بصف المهللين المزكرين...فنحن لم نعد في عهد ' بنديري يا بنديري ' ومن يعتقد ان ' التبندير لازال صالحا ' فاننا نقول له ' فيق من النوم ' نومة عتارس ولى زمانها