في ظل عدم التوصل الى توافق بين اتحاد الصناعة و التجارة و الاتحاد العام التونسي للشغل مما حدى بهذا الأخير الى الدعوة الى التصعيد و اعلان اعتزامه تنظيم اضراب عام بداية من يوم الخميس المقبل بصفاقس. الاضراب برأيي ليس بالحل الأمثل و لا يمكن أن يؤدي الى نتائج ايجابية بل بالعكس فمن شأنه أن يزيد الوضع تعكيرا و سينعكس سلبا على الحالة الاقتصادية للبلاد و تزيدها تأزما. و من هذا المنبر ندعو كل الاطراف الى مزيد التعقل و الجلوس مجددا الى نفس الطاولة و التحاور ثم التحاور فالتحاور حتى الوصول الى حل يرضي كل الاطراف رغم كل التعقيدات التي قد تظهر في طريق الحوار. الاكيد أن تونس بوضعيتها الافتصادية الهشة لا يمكن ان تتحمل اضرابات قد تكلف الدولة خسائر تقدر بالمليارات. ويبدو من خلال الكثير من المؤشرات أن هذا الخلاف لن يطول كثيرا وأن الاتفاق آت، رغم كل الضجيج والمزيج الواضح من حدة خطاب الأعراف وتصعيد لهجة العمال بالمجادلة بالتي هي أحسن تصنع المعجزات. و اعتقد أن الفرصة أتيحت للطرفين ليثبتا جدارتهما بنيل جائزة نوبل للسلام و المواصلة في سياسة الحوار لما فيه خير تونس.