يمكن أن نفهم لماذا لم تصدر أحزاب التحالف الحكومي بيانات ومواقف تجاه "غزوة القصبة"، أصلا لم يعد أحد ينتظر منها شيئا. يكفيها "فخرا" أنها لا تزال تتنفس، أحيانا. وبقية الأحزاب التي تصنف نفسها "معارضة"، مالذي منعها من إدانة استهداف مؤسسات الدولة والجرأة عليها؟ أهو "الماء والملح" بينها وبين "زعماء النقابات"؟ شيئا فشيئا يتضح أن تقسيم الساحة بين الحكم والمعارضة ليس إلا سخرية من واقع أبسط بكثير. المعركة هي نفسها، والمواقع لا تزال هي نفسها. أن تحمي مؤسسات الدولة وأن تقف ضد خرق الدستور والاعتداء على القانون أمر لا علاقة له مطلقا بموقعك من الحكم أو من المعارضة. ماؤنا وملحنا تناولناه مع الوطن، في الفضاءات المشمسة والمكشوفة، فلم يتسلل إليه ما يجعل الماء آسنا ولا ما يجعل الخبز عفنا… أما أنتم، فلا دولة لديكم إلا تلك العميقة التي لم تسقط بعد، والتي تخافون عليها لأن سقوطها يعني ببساطة سقوطكم… يوما بعد يوم يتضح أنكم، أنتم أيضا، "النظام" الذي لم يسقط بعد…