على خلفية جريمة خطف مجموعة من البحارة من مراكبهم من طرف مجموعة من البحارة الآخرين.. ماذا حدث للناس؟؟؟ ماذا أصابنا حتى نتحول إلى وحوش فيما بين بعضنا البعض؟؟؟ أليست هذه هي نتائج تفشي الفساد في المجتمع… فعند عندما تحارب الدولة ومؤسساتها وإعلامها القيم وتضرب في الصميم القيم الحضارية والدينية التي انبنى عليها المجتمع ..عندما نرى التحريض على التناحر والتفرقة على أساس جهوي والذي يستخدمه البعض كأداة من أجل حماية مصالح شخصية ضيقة …عندما نرى مؤسسات إعلامية لا هم لها سوى نشر التفرقة الجهوية والتحريض على التطاحن والتناحر على أساس جهوي… فماذا ننتظر أن يحدث غير مثل هذا الذي حدث؟؟؟… عندما لا يصبح لأي شيء قيمة سوى المال.. فلا يحترم إلا الثري ويحتقر ويداس بالنعال الفقير… عندما نرى اللصوص والمختلسين والمجرمين والفجرة يقدمون على أنهم صفوة المجتمع لأنهم أصحاب ثروات.. بينما يحتقر غيرهم مهما كان عملهم أو علمهم أوحسن خلقهم لأنهم من غير الأثرياء … عندما تعمل الدولة على حماية ألفاسدين .. ولا تهوي بالعصى الغليظة إلا على رؤوس المستضعفين… تصبح البلطجة والعنف والغطرسة هي السبيل المثلى للتعامل بين الناس… ويسود قانون الغاب حيث القوي يأكل الضعيف … عندما نرى ونسمع كل ذلك .. ولا أحد يحرك ساكنا ..عندها لا نستغرب أن يحدث مثل هذا الذي حدث .. وأن يتم اختطاف مجموعة من البحارة من مراكبهم أثناء قيامهم بعملهم مهما كانت التعلات والمبررات من طرف جماعة آخرين من البحارة .. لتتلقف الصحافة الصفراء والمتصيدون في الماء العكر من أشباه الإعلاميين ومواقع التواصل الاجتماعية المحسوبة على أطراف معروفين تختص في بث الفوضى في البلاد والتحريض..ذلك الخبر .. ويشرعون في تهويل الأمور والتحريض على التفرقة الجهوية… ويتحول الموضوع من عملية بلطجة عادية من مجموعة من المنحرفين إلى خلاف جهوي يتم التأكيد خلاله على أن المعتدي كان من تلك الجهة وأن المعتدى عليه من تلك الجهة الأخرى في سعي خبيث ودنيء لإشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد… وكأن البلد لا أمن ولا قضاء ولا قوانين فيه… وكأننا عدنا إلى عصر العصبية القبلية .. وعصر العصبية الجاهلية… هذا يغير على ذاك .. وذاك يغير على هذا… فالتقو الله في هذه البلد وأبنائهم وكفاكم تخريبا فيه .. فإنه إن وقع السقف فإنه سيقع على الجميع… المنطق والحق يقول وبعيدا عن التحريض ..أن المذنب يجب أن يحاسب بقطع النظر عن الجهة التي ينتمي إليها .. والمظلوم يجب أن ينصف وأن يأخذ حقه من أي جهة كان.. والعدل يجب أن يأخذ مجراه… والدولة ( إهذا ن كان هناك دولة ) يجب أن تضرب على أيدي هؤلاء المحرضين قبل أن تضرب على يد المجرمين.. لأن خطر المجرمين محدود… بينما خطر المحرضين والصائدين في الماء العكر والنافخين في نار الفتنة الجهوية وغيرها هم أكبر خطر يتهدد هذا الوطن… فمتى نوقف هذا التيار الجارف الذي يكاد يقطع أوصال البلاد ؟؟ اللهم اكفنا كيد الكائدين وحقد الحاقدين وألف بين قلوب أبناء هذا الوطن .. واحفظ هذا البلد من شر الأشرار وكيد الفجار .. ببركة هذا الشهر الكريم..