في تونس .. لا يمكن الحديث عن مواطنة ومواطن وحقوق مواطن… فما يربط التونسي بالدولة و الموسسات العمومية و المؤسسات الخدمية وكل ما أو من يقدم خدمت في هذا البلد لا يضبطه أي قانون ولا ينضمه أي عقد أو اتفاق… فالمواطن لا يدري بالضبط ماهي حقوقه وما عليه بالضبط من واجبات تجاه كل مؤسسة عمومية كانت أو خاصة… فالمبدأ السائد في البلاد اليوم هو مبدأ تدبير الراس وعدي روحك وسلكها ومشي حاجة وعندكشي شكون…. هكذا تسير الأمور اليوم في البلاد… لا قانون يحميك… تهضم حقوقك …يقع التعسف عليك والتحايل بأشكال مختلفة ولكن إذا ما تضلمت فإنك لن تجد آذانا صاغية ناهيك على حصولك على حقوقك… الخضار والعطار والحوات والنجار والجزار… الغالبية الساحقة تغش ولا تحترم المستهلك… بيع مشروط وتلاعب في الأسعار واحتكار وتلاعب في الكيل والميزان وغش في نوعية البضاعة… ولا أحد يحمي المواطن.. المؤسسات الاستشفائية والإدارات .. اكتضاض … خدمات رديئة… البعض يعامل معاملة الملوك وتقضى حاجته في لمح البصر ويجد كل شيء بالمجان… والآخر – إلي ما عندو حد – يقعد نهار كامل مطيش وبعد ذلك يتم إعلامه بأن الدواء مفقود وأن آلة التصوير معطبة وأن موعده القادم لإجراء العملية لن يكون إلا خلال ستة أشهر على الأقل… البنوك في البداية تحلك في الجنة ذراع وبعد أن تقع في فخها لا تجد إلا الترفيع في معاليم الاقتطاع مقابل خدمات غير موجودة… الستاغ تبعث لك بالفاتورة بعد آجال الدفع لتجبرك في كل مرة على دفع معلوم التأخير مع أنها هي السبب في ذلك التأخير… الصوناد تقعد بالثلاثة أو الأربعة أشهر وأنت بانتظار باب "المنقالة" حتى تتمكن من ربط منزلك بالشبكة رغم أنك قمت بكل الإجراءات اللازمة… المدارس والمعاهد… هذا يشرطو عليه حليب العصفور لتسجيل ابنه والآخر يستقبلونه بالأحضان ويفرشون له الأرض ورودا… صاحب الشهادة هذا يماطلونه ويسوفونه ولا يحصل لا على عدل ولا على صرف رغم أنه من المتفوقين.. والآخر وحتى إن لم يتم تعليمه ولم يحصل على شهادة فإنه يجد مكانه في انتظاره لأنه من طرف سي علان… هذه هي الأوضاع في بلادنا.. كول وإلا كسر قرنك.. أسبوع كامل والانترنات مقطوعة .. في البداية ضننت أنه بسبب التشويش على مراكز الإمتحان… أو ربما بسبب كثرة الضغط على الشبكة…ثم لما طالت المدة اتصلت بفرع اتصالات تونس فأخبرني أنه سجل طلبي .. ثم توجهت إلى مزود خدمات الانترنات.. وأنا أحمل معي "المودام" .. قلت في نفسي : " آش كون يعرف لعل العطب منه … وعندما وصلت إلى العون قال لي – لا ليس هناك أي عطب ..لقد قمنا نحن بقطع الاأنترنات… تساءلت مستغربا: ولماذا فأنا قمت بتسديد الفاتورة السابقة… فما كان من السيد الموظف المحترم إلا أن قال لي : لقد قررنا هذه المرة أن يكون الدفع في منتصف الثلاثية وليس في آخرها؟؟؟؟ أي نعم… هوما قرروا… وكان عجبك.. واضربلو على الطيارة… وما عجبكش اشرب من البحر… وزيد حتى الأسبوع الذي تم خلاله قطه الإنترنات فإنه محسوب عليك ولا بد من تسديد اشتراكه؟؟؟ هذه هي بلادنا… حوت ياكل حوت.. وقليل الجهد يموت ويمشي في العفص… وانتي دليلك ملك.. يا تصبر .. يا تاكل روحك ماكلة وتلقى روحك ركبك السكر والدم الخشين والمرارة ووالدم الفاسد…