من يستمع للوزير الياس الفخفاخ وهو يقدم ميزانية 2014 ويصفها بالإجتماعية يذهب في ظنه أنها ميزانية ستخفض في أسعار بعض المنتوجات الإستهلاكية للمواطن الذي أرهقته حمى الاسعار ولكن تمخضت الميزانية فأنجبت مصيبة جديدة ستمحق المواطن وتشطب نهائيا لقب الطبقة الوسطى من قاموس التسمسات الإجتماعية للمجتمع التونسي فالمحروقات بلغت اسعارا خيالية ونحن الدولة المنتجة للنفط والغاز حسب جميع المؤشرات ولكن لا احد في تونس يعرف مصير هذه الثروات وفي جيوب من تذهب من المنتظر ان تشهد أسعارها إرتفاعا آخر قد يعصف بما تبقى من قدرة تنافسية كما أن أسعار الكهرباء واللغاز والماء الصالح للشراب ستجل زيادة ب 7 بالمائة بعد أن إرتفعت أسعار الإسمنت وهو ما سيؤثر حتما على قطاع البناء في تونس بعد الرفع التدريجي للتعويض حتى السجائر لم تسلم من الزيادة التي قد تبلغ 10 بالمائة دفعة واحدة . معلوم الجولان شهد كذلك إرتفاعا حادا في المعاليم وقريبا سيصبح ثمن الفينيات أرفع من ثمن بعض السيارات وهو قرار خاطئ مقارنة بالخدمات التي يلقاها اصحاب السيارات وخاصة رداءة الطرقات كما إن العقارات ستشهد هي الأخرى إتاوة جديدة …. هذه هي قرارات الياس الفخفاخ الإجتماعية جداااااا والتي ستخدم المواطن حسب تصريحاته ويحق لنا التساؤل كيف ستخدمه ؟ وكيف ستقدم له العون وهو يدفع ويدفع صاغرا جراء قرارات أتخذت في المكاتب المغلقة فوق الكراسي الوثيرة فهل قدر على التونسي الفقير ان يعيش دائما تحت رحمة الإتاوات والضرائب ؟ وهل من واجبه لوحده ان يمول خزينة الدولة .إن ما أقدم عليه وزير المالية في حق الضعفاء من هذا الوطن سيكبلهم ويزيد من معاناتهم فعوض ان يأخذ ممن وهبهم الله الرزق والمال الوفير والمتهربين من دفع الضرائب وما اكثرهم والضغط على المصاريف الحكومية والوزارية ومراقبة التصرف المالي في الإدارات العمومية و"تذاكر" المحروقات التي تسلم للوزراء وفيالق موظفيهم والمسؤولين الجهويين وجد ضالته في المواطن المطحون ليعمق من مأساته ويفرض عليه إتاوات ما انزل الله بها من سلطان … سي الياس وغيره ممن كان سببا في هذه الزيادات لم ينزل للشارع ولم يعش يوما معاناة مواطن بسيط يلهث وراء دينار واحد فكيف لهم أن يعدلوا ؟ الطبقة الوسطى نزلت درجة فهل سنعيش النظام الإقطاعي مرة اخرى في زمن الثورة ؟ كلمة اخيرة لنواب الشعب في المجلس الوطني التأسيسي " العيب موش فيكم … فينا إحنا إلى إنتخبناكم " والفاهم يفهم