صفاقس تنام باكرا حقيقة نعيشها يوميّا فبمجرّد حلول الظلام تصبح المدينة مدينة اشباح باتم معنى الكلمة فالمقاهي والمغازات والمطاعم تغلق ابوبها باكرا ويجد ضيوف المدينة صعوبة كبيرة في إيجاد محلّ لتناول العشاء او مقهى يقضى فيها بعض الوقت إلا من بعض النزل التي لا يقدر عليها المواطن البسيط وتقتصر السهرات في غياب التنشيط الليلي على السهرات العائليّة التي بدات هي الأخرى في الإنقراض .. مدينة كلّها حيويّة وعمل خلال كامل اليوم تنكفء على نفسها ليلا لتعيش الروتين اليومي ولا يوجد بها اي متنفّس للعمّال والشباب وتصبح ساحة يتقاسمها الامن الذي يسهر على حمايتها وبعض المنحرفين الذين يستغلّون خلّوها من الحركة ليعبثون بها وبمحلاتها فمتى ستشهد صفاقس نهضة ثقافيّة وحركيّة ليليّة تتواصل مع إيقاعاتها الحيويّة طوال النهار .. وهل العقليّة التي تربى عليها الصفاقسيّة فرضت نسقا معيّنا على المدينة ؟