كأنّه لم يعد يكفِ ( المواطن الكريم ) بلاوي مع ما تتفنّن الستاغ و التيليكوم و دار الماء في الفاتورات و شرورالكمبيالات و القروضات و الدّفوعات و الأعياد و المناسبات و بركات الصّيف و العروسات و زيدهم – الإيتيدات – حتّى تضاف إلى سلسلة هذه البلاوي بليّة الكنام و بدعه و ألغازه و مبهماته التي برغم السنين الماضية على استحداثه لا و لن يقدر على فكّ رموزها حتّى كثير ممّن يشتغلون بالمنظومة فضلا عن المنخرطين … هذا الكنام الذي تزيد خدماته تردّيا مع مرور الوقت لكنّه لا يغفل أبدا عن تحيين منظومة المدفوعات لحسابه و لا يتوانى وقتا في التّذكيروالنّذير ،،، بينما مطالب خدماته العائدة بالنّفع على منخرطيه تطول أسفارها و تركن كثيرا في زوايا إداراته و منها ما يضيع و يغمره التقادم إذا سلم من الرّفض . هذا الكنام أفاق مسؤولوه من السّبات و تذكّر حاله و أحواله ليمطر منخرطيه – التّاعبين من قبله و من بعده – بوابل من طلبات دفع تجاوُزِ ما يعتبره سقفا محدّدا ، إفاقة هؤلاء القائمين على منظومة الكنام لم تكن متأخّرة إلا(( ثلاث سنوات)) ،،، ثلاث سنوات بالتّمام و الكمال ، تذكّر بعدها الكنام و شاغليه ليُنزلوا البلاء الشّديد و المستعجل بالمنخرطين فيطالبونهم بدفع مبالغ متفاوتة القيمة غير أنّها لم تكن في الحسبان و لا حتّى في الخيال – المشغول دوما بتكاليف ضنك الحياة -، لم يسبق في علمهم أنّ إدارة الكنام الموقّرة تقدم على – تبربيش – ملفّاتها القديمة لتفعل ما فعلت تغطيةً لمصاريفها و بناءاتها الفارهة و رفاهيّة و ضخامة مكاتب مديريها و أساطيل سيّاراتها و جرايات موظّفيها و إطاراتها المنتفخة ….و وفاء لما فتحته من بوّابات فلوس للمصحّات و توابعها ، و روافد معتبرة لأطبّاء الإختصاص و الصّيادلة و سبّوبات رزق لأطبّاء العامّ ،،، فالكنام كما يشعر به كثير من المواطنين المتعاملين معه – وجوبا و حصريّا – أنّ خدماته انقلبت آليّا إلى استثمارات تعود بالنّفع أساسا على الأطبّاء و الصيادلة و مخابر التحليل و الأشعّة مقابل خدمات تحصل بنسب لا تغطّي حاجيات العائلة التونسيّة – ليقوموا بسبر آراء صادق و شفّاف سيقفون على المشاكل الكثيرة المزمنة منها و الحادّة … ما قام به الكنام من بعث إفادات بالخلاص إلى منخرطيه لمدة ثلاث سنوات بمفعول رجعي دفع بالكثير منهم للتساؤل :- لماذا لا يفيدهم الكنام حينيّا بأي تجاوز للقيمة المخصّصة ؟