حقا إننا لا مكان في قلوبنا للخوف… ولكن قلوبنا تكاد تنفجر من شدة الغضب…. نعم إن ما حدث لا يخيفنا… إنه لا يرهبنا… لكنه يغضبنا… وعلينا أن نغضب… وأن نعبر عن غضبنا.. وأن يدرك الجميع أننا لم نعد قادرين على التحكم في هذا الغضب… عندما نشعر أن هموم بلدنا أصبحت آخر اهتمامات ساستنا ..الذين استماتوا بالأمس من أجل الوصول إلى كرسي الحكم مستخدمين كل الأساليب والوسائل المباحة والممنوعة…ثم يظهر لنا بعد ذلك أنهم أكبر عنوان للإفلاس والفشل والكذب… فإنه يحق لنا أن نغضب… عندما نرى أن أحد أهم مراكز السيادة في البلد يستباح بذلك الشكل المهزلة حيث لا حراسة ولا تأمين ولا حماية (رغم أن آذاننا صمت من طرف الناطق الرسمي باسم الداخلية ونقابات الأمن التي لا تعد ولا تحصى بأن الوضع تحت السيطرة) …فإنه يحق لنا أن نغضب… عندما نرى تلك المعارك الوقحة والمستهترة بين رموز وقادة الحزب الحاكم وذلك الغسيل العفن الذي يتم نشره عبر وسائل الإعلام على لسان أكبر قادته وأبرز رموزه… بينما الخطر يتهدد البلاد والعباد من كل حدب وصوب… فإنه يحق لنا أن نغضب… عندما نرى أن الحكومة التي وعدتنا بحل كل مشاكلنا وبمحو الصورة السيئة لحكومات الوضع الانتقالي المتعاقبة الفاشية تقف عاجزة عن حل أي من المشاكل المطروحة عليها..بدءا من مشكلة الفيضانات في الشمال الغربي… مرورا بمشكلة إضراب أساتذة التعليم الثانوي..انتهاء بالمصيبة الكبرى التي حلت بنا اليوم فإننا ندرك أننا كنا ضحايا عملية تحيل كبرى… وأنه يحق لنا أن نغضب… عندما نرى أن الإعلام العميل والمخترق والمنحاز والمتواطئ والغارق في الفساد (في جزء كبير منه حتى لا نعمم)…يتلاعب بعقول الناس وبمصير البلاد …ويخرج علينا رموز الفساد لتتصدر المنابر …ويعمل ليل نهار من أجل بث الفرقة وإدخال البلبلة في صفوف أبناء الشعب الواحد… ولا يترك فرصة من أجل تلميع صورة رموز الفساد…. فإنه يحق لنا أن نغضب… مهما سيقوله الإعلام الموالي للحزب الحاكم والحكومة ورموز الفساد وأباطرة التهريب والإرهاب…ومهما سيقدم هذا الحزب وهذه الحكومة من مبررات واهية وغير مقبولة لذر الرماد في العيون (لأن الحقيقة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء) ..فإنه من واجبنا أن نغضب… لم يعد لنا من عمل نقوم به إلا أن نغضب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان… فهذا الذي يحدث فيه هلاك لنا…ودمار لبلادنا… علينا جميعا أن نطالب بحل هذه الحكومة الفاشلة الغارقة في مشاكلها الحزبية والشخصية وأن نطالب بحكومة وحدة وطنية تضم في صفوفها أناسا ثقات لا تدور حولهم أي شبهة… يكون أولى أولوياتها ضرب الفساد والمفسدين واللصوص ولوبيات التهريب التي ترعي الإرهاب وتدعمه خدمة لمصالحها حتى نحمي أنفسنا ونحصن بلادنا… أما أن نبقى مكتوفي الأيدي فهذا ما سيجعلنا نغرق في مستنقع الإرهاب أكثر فأكثر على غرار ما آلت إليه الأمور في العديد من الدول العربية القريبة والبعيدة… وهو ما يعمل علبه أعداء هذا الوطن في الداخل والخارج… فلنغضب… ولنغضب …ولنغضب…. فلا مكان اليوم إلا للغضب…