بناء جدار عازل على الحدود مع ليبيا، هذا آخر ما تفتقت عنه قريحة حكومتنا العظيمة لمجابهة الارهاب. بهذا العقل الأمني البائس الذي عفا عنه الزمن تظن حكومتنا أن بمقدورها مواجهة الارهاب، باعتباره سلعة مستوردة. هل من أحد يحسن القراءة في هذه الحكومة ويتابع تطورات الظاهرة الارهابية ويحسن فهمها ليستطيع بعد ذلك مواجهتها؟ هل من جهاز رسمي قادر على التعامل مع مأساة رمادة خارج السياقات العقيمة؟ الارهاب منتوج محلي، يصعد للسطح عندما تعجز الدولة عن بيع الأمل لمواطنيها. الايديولوجيا والسلوك البوليسي البائس لا يقاومان الارهاب، بل يدعمانه ويغذيانه بمبررات جديدة في كل مرة. بيع الأمل عملية مضنية وطويلة، ولن تجد هذه السلعة طريقا لسوق التونسيين دون عدالة اجتماعية ودون دولة للجميع. هنا لا نتحدث عن حكومة، بل عن دولة….