تونس(وات)- شكل موضوع "محمود المسعدي: ابداع المأساة...ابداع الارادة" محور العدد الجديد لمجلة الحياة الثقافية لشهر ديسمبر 2011 الذي جاء محملا بسلسلة من المقالات حول الخصوصيات اللغوية في المبنى والمعنى في كتابات محمود المسعدي /1911-2004/ . وفي مقال حول "المدخل البلاغي وقوانين الكتابة" قدم الكاتب مصطفى القلعي نظرة عامة للقوانين الشعرية في ادب المسعدي حيث بين "ان المتابع لكتابات المسعدي متابعة نقدية يستنتج انها كتابة تنهض على ابتكار جملة من الاليات والقوانين مستلة من صميم نظريات البلاغة العربية القديمة". وتطرق الجامعي مجدي بن عيسى الى مسألة "الأدب القومي في فكر المسعدي" من خلال انطلاقه من اشكالية التعارض الظاهري بين المكانة التي تحققت للمسعدي بوصفه ممثلا للأدب التونسي وبين موقفه المعارض لما كان يسمى بالادب القومي. وأبرز الباحث في هذا المقال ان المسعدي استطاع ان يرسم بفكر نير ومنفتح وبثقافة مزدوجة اصيلة ملامح المشروع التونسي في الادب حيث وجد في التراث العربي وفي الفلسفة الوجودية المجال الرحب ليبدع ادبا ملتزما بقضيتي التحرر والبناء اللذين ضلا الشغل الشاغل لجيل كامل من الادباء العرب في المغرب والمشرق. واستعرض الباحث خير الدين زروق "نماذج من العتبات النصية في كتابات محمود المسعدي:الخطاب التقديمي" حيث قدم مقاربة لغوية لمعنى "العتبات" التي اعتبرها ملفوظات تصحب النص وتحيط به وتساعد على تقديمه للقراء. ثم تحدث عن هذه العتبات في اثار محمود المسعدي مشيرا الى قيمة الابعاد الانسانية في ادب المسعدي الذي جسم نزعة تجديد واضحة تبرر ادراجه ضمن حركة التجريب القصصي كما مثل صوتا قويا يمجد ارادة الانسان ويطرح بطريقة اشكالية معاناته لمنزلته في الوجود وحتمية صراعه لنحت كيانه. وطرح الباحث البشير الجلجلي مقاربة تحليلية لرواية "السد" بين "المنتهى والامنتهى" من خلال الاعتماد على تفكيك اسلوب الترميز والياته ودلالاته في الخطاب والشخصيات والمسرح والبعد الوجودي في رواية السد. واهتم الكاتب صلاح داود بموضوع الحداثة والقدامة في فكر المسعدي معتمدا في ذلك على كتاب "حدث ابوهريرة قال..." من خلال تركيزه على كيفية الجمع بين التجديد والتقليد في ان واحد في ادب المسعدي وامكانية ان تكون القدامة مطواعا لمتطلبات الحداثة بالسهولة التي يدعيها المسعدي. هذا العدد لمجلة الحياة الثقافية جاء ليخص ادب المسعدي بدراسات ومقاربات وتحاليل للجوانب الابداعية والفكرية والنقدية في كتاباته وذلك في اطار الاحتفال بمائوية هذا الكاتب الكبير التي انطلقت مؤخرا لتختتم في شهر جوان 2012.