تونس (وات)- "العدالة الانتقالية في تونس للفترة ما بين 14 جانفي و23 أكتوبر 2011 :غياب استراتيجية واضحة وغلبة الارتجال" ذلك هو عنوان الكتاب الذي تولى تأليفه الخبير لدى كل من المعهد والمركز الدولي للعدالة الانتقالية أستاذ القانون العام وحيد الفرشيشي. ويتضمن هذا المؤلف الذي ساهم في إعداده فريق عمل يتكون من 4 مختصين مختلف الأوامر والمراسيم والوثائق القانونية المتعلقة بملف العدالة الانتقالية في تونس. وقد صدر هذا التأليف عن المعهد العربي لحقوق الإنسان وتم تقديمه لأول مرة خلال الندوة الصحفية التي عقدها المعهد صباح السبت بالعاصمة لتسليط الضوء على نتائج عمل فريق من الخبراء العرب بشأن إعداد نص يشمل المبادىء التوجيهية للعدالة الانتقالية في العالم العربي. ويتضمن الكتاب قرابة 300 صفحة من بينها 200 صفحة باللغة العربية (تقرير وملاحق) وملخص ب50 صفحة باللغة الفرنسية و50 صفحة أخرى باللغة الانقليزية. وهو يعد بحثا متكاملا في مقومات العدالة الانتقالية في تونس ومنها تتبع الجناة والبحث عن الحقيقة والتعويض وجبر الأضرار والإصلاحات السياسية والإعداد لمستقبل أفضل. وفي هذا الشأن صرح وحيد الفرشيشي في اتصال هاتفي مع "وات " بأن مسار العدالة الانتقالية في تونس لم يتبلور حسب قوله "الا في الفترة الأخيرة من خلال توفر إرادة سياسية لدعمه تجسدت بالخصوص في أحداث وزارة اختصاص من جهة وعبر عزم المجلس الوطني التأسيسي بوصفه سلطة تشريعية على سن إطار قانوني في الغرض". واعتبر الخبير في مجال العدالة الانتقالية انه يمكن تحديد 5 محاور كبرى تميز العدالة الانتقالية وتمثل الإطار الذي تمارس فيه هذه العدالة، وذلك رغم اختلاف تجارب البلدان منذ الثمانينات في هذا الشأن. وتتمثل هذه المحاور في: " التتبع القضائي ومحاكمة الجناة والمسؤولين عن الخروقات الجسيمة " العمل على تقصي الحقائق في ما يتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان " العمل على إرساء مصالحة وطنية بين مختلف الفرقاء وبين المواطنين والدولة " تعويض الضحايا وجبر أضرارهم المادية والمعنوية وحفظ الذاكرة " القيام بإصلاحات قانونية ومؤسساتية لإرساء دولة ديمقراطية قائمة على سيادة القانون وتجاوز الماضي وتجنب العودة إليه. وأكد صاحب المؤلف أن هذه المبادىء والأهداف التي تقوم عليها العدالة الانتقالية تتطلب من وجهة نظره "ان تكون واضحة وان تتسم بالتكامل أكثر من التداخل أو التصادم". يذكر أن الدكتور وحيد الفرشيشي قد ساهم في تدريب العديد من الناشطين العرب في مجال حقوق الإنسان عامة وحقوق الطفل والحقوق الاقتصادية والاجتماعية.