الحمامات 25 ماي 2010 (وات) - دعا السيد عفيف شلبي، وزير الصناعة والتكنولوجيا الى تضامن واندماج اكبر داخل المنطقة الاوروبية المتوسطية لمواجهة الخطر الاسياوي. واكد السيد عفيف شلبي, في تدخله في اطار الدورة الثانية "للقاءات المتوسط", انه في "حال عدم رغبة اوروبا في ان تصبح قارة دون مصانع في اجال قريبة، فانه يتعين عليها دعم العلاقات التي تربطها بالبلدان القريبة منها, على غرار تونس". واوضح انه "دول الجنوب تتموقع اليوم كبدائل للنمو ولاحترام توازنات الاقتصاد الكلي" مضيفا "انه خلافا لبعض الافكار الراسخة، فان تمركز اي مؤسسة اوروبية في تونس، يساهم وفي اغلب الحالات, في ضمان استدامة مواطن الشغل باوروبا". وقد تضاعفت بذلك الصادرات التونسية باتجاه الاتحاد الاوروبي، خمس مرات خلال الفترة الممتدة خلال الفترة 1995-2009، لتبلغ نحو 11 مليار اورو، في حين تضاعفت الواردات التونسية المتاتية من الاتحاد الاوروبي، ثلاث مرات لتصل الى ما يناهز 13 مليار اورو خلال سنة 2009، اي بفائض لفائدة الاتحاد الاوروبي في حدود 2 مليار يورو. وافاد انه نتيجة لذلك "اذا كانت تونس تحتاج اليوم، كما هو الشان منذ 30 سنة, دائما الى اوروبا، فان هذه الاخيرة في حاجة اكبر بكثير لبلدان الجنوب بشكل عام والى تونس بشكل خاص لمواجهة بروز الدول الاسياوية". ولاحظ انه "اذا افرزت الازمة ضغوطات قوية على المدى القصير فانها وفرت ايضا فرصا تاريخية لدعم العلاقات بين شمال وجنوب المتوسط". ومن هنا "تبرز الضرورة بالنسبة لتونس واوروبا للدخول في مرحلة جديدة: المرور الى مرتبة الشريك المتقدم". وبين ان مثل هذا المشروع يفرض تغييرا عميقا في نظرة اوروبا الى بلدان الجنوب والبلدان المغاربية بصفة خاصة، وعلى المدى القصير الى نظرة لا تكتفي بالبحث عن النفط والغاز والتصدي الى الارهاب وتدفق المهاجرين, كما يحتاج الامر الى نظرة استشرافية وواقعية تعتبر المغرب العربي كامتداد طبيعي للاقتصاديات الاوروبية الباحثة عن النمو /نظرة استشرافية تواكب شعار الحملة التي تقوم بها تونس في اوروبا منذ اكثر من سنة: "بحثا عن النمو، فكر في تونس". واعتبر السيد عفيف شلبي، ان هذه النظرة تفترض القيام بمبادرات طموحة في ما يتعلق بتدفق الاستثمارات الاجنبية المباشرة ونقل التكنولوجيات وحرية التنقل، بما يضمن الربح للجميع على كل المستويات من طاقة وامن وتشغيل وشراكات واستثمارات وتكنولوجيات. وافاد ان المنطقة الاوروبية المتوسطية تتواجد اليوم في مفترق الطرق، فاما ان تسعى الى مزيد من الاندماج وتحتل مكانها ضمن التقسيم الدولي الجديد للعمل الذي بدا في البروز واما ان تصير, كما قال الخبراء في الاقتصاد, منطقة بروليتاريا للاقتصاد العالمي الجديد.