تونس 3 فيفري 2011 (وات) - مازال الاقبال على محلات الملابس الجاهزة في العاصمة محتشما رغم مضى اسبوع كامل على انطلاق موسم التخفيضات الشتوية فى 29 جانفى 2011 ويبدو ان الاعلانات التي تصدرت واجهات المحلات بشارع الحبيب بورقيبة، القلب النابض لوسط المدينة معلنة بالبنط العريض عن تخفيضات تتراوح من 20 الى 70 بالمائة لا تغري الحرفاء ,اذ تقف البائعات طويلا في انتظار من سيدفعه الفضول او الرغبة في الشراء الى الداخل. وبمدخل المركز التجاري "كلاريدج" بالعاصمة، شرع محل لبيع الملابس الجاهزة الخاصة باحدى العلامات التجارية العالمية فى استقبال حرفائه الذين يتقاطرون مع مرور الساعات بيد ان عددهم يبقى، حسب امير، الفارح مسؤول بالمحل "اقل بكثير من المعتاد". وتعد التخفيضات الموسمية خلال السنوات الاخيرة موعدا هاما لتسوق التونسيين يتم الاستعداد له مسبقا ويرصد له البعض ميزانية قيمة يقتطعونها من رواتبهم. ويفسر امير عزوف المواطنين عن التحول الى وسط العاصمة والاقبال على المحلات بانتشار الشائعات في الفترة الاخيرة حول وجود قناصة على اسطح المباني وامكانية التعرض لعمليات الاختطاف والسرقة مما يدفعهم الى ملازمة منازلهم. ولم يمنع هذا التراجع الملموس من اقبال التونسيين على التسوق صاحب هذا المحل من التعبير عن تفاؤله بتحسن الامور خاصة فى ظل التطمينات المتداولة حول عودة الامن الى الشارع التونسي. ويعزى ضعف الاقبال ايضا حسب اصحاب بعض المحلات الى الثورة الحقيقية التي تعيش تونس على وقعها منذ 14 جانفى 2011، تاريخ مغادرة الرئيس المخلوع تونس بعد فترة حكم دامت 23 سنة، والتي شملت جميع الميادين وكان لها الاثر الجلي على تحويل وجهة اهتمامات التونسيين. وفعلا فان التونسيين، المعروفين بشغفهم الكبير بالتسوق، اجبرتهم اليوم ظروف قاهرة على قضاء معظم الوقت فى منازلهم /المظاهرات وحظر التجول/ وعلى متابعة المستجدات "اذ باتوا مهتمين بالشان السياسي اكثر من التوجهات الجديدة للموضة" وفق ما ذكره صاحب كشك لبيع المجلات بمركب "كلاريدج". وغير بعيد عن المركز التجاري "كلاريدج" وقفت بائعتان بمحل لبيع الملابس الجاهزة النسائية تتبادلان مع حريف اطراف حديث لا يمت لاسعار الملابس بصلة بل يتعلق باخر المستجدات والاخبار على الساحة الوطنية. ولم تخف سلوى احدى البائعتين، وهي تنظر الى عربات الجيش الراسية امام وزارة الداخية، تخوفها من الوضع الراهن. وتقول سلوى ان حالة الخوف التى تشعر بها مردها "المظاهرات التي تمر عبر شارع الحبيب بورقيبة كما اننا نلجا الى اغلاق المحل كلما لاحظنا تجمعا لبعض الشبان" واضافت "اننا غير متعودين على هذه الاجواء التى تزيدها الاشاعات تعقيدا خاصة وان الحرفاء الذين يدخلون المحل يسرعون بمغادرته للعودة الى منازلهم". ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة الى المركز التجاري "بالمريوم" الذى يستقطب عادة عددا كبيرا من الحرفاء فى موسم التخفيضات. وقالت اميرة بائعة بمحل للملابس الجاهزة النسائية "ان الوضع مترد مع ان التخفيضات هامة وتصل الى 50 بالمائة على الملابس المواكبة لاخر توجهات الموضة". واضافت ان "المحلات الموجودة بالمركبات التجارية بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة والمنازه تشهد حركية افضل من محلات وسط العاصمة حسب ما تتناقله زميلاتها" وليس الوضع افضل حالا بالنسبة الى محلات الملابس الجاهزة الرجالية وفق علاء، بائع باحدها، والذى ذكر ان "عدد حرفاء المحل لا يتجاوز حاليا 6 حرفاء يوميا مقابل 100 حريف فى المواسم العادية" وتؤكد بائعة بمحل لبيع الاحذية والحقائب النسائية بنفس المركب التجاري ان المحل لم تشفع له اسعاره المغرية والتي لم تتجاوز 20 دينارا لكل السلع المعروضة, ولم تتعد مبيعاته منذ انطلاق موسم التخفيضات 50 منتجا, ولم تتجاوز مداخيله 600 دينار يوميا مقابل 6 الاف دينار فى فترات التخفيضات العادية" . واضافت "اننا نضطر لغلق المحلات بين الساعة الرابعة والخامسة بعد الظهر، اي اربع ساعات قبل حظر التجول، تجنبا لكل المخاطر" مشيرة الى "ان ما يتم تناقله عبر الشبكة الاجتماعية "الفايسبوك" من اخبار قد تكون خاطئة ولكنها تزيد من خوف وقلق المواطنين "