تونس 18 أفريل 2011 (وات)- "الثورة التونسية وإعادة التأسيس" هو محور العدد الخاص لمجلة "الحياة الثقافية" في أول صدور لها بعد ثورة 14 جانفي 2011، وجاء هذا العدد محملا بسلسلة من المقالات التحليلية حول مفاهيم الثورة وأبعادها الفكرية والسياسية والاجتماعية. وفي مقال بعنوان "الحرية مقصد الثورة الأسمى" قال الجامعي جمال الدين دراويل أن النظرية السياسية الكلاسيكية أقصت المستبد والطاغية من دائرة الإنسانية إذ اعتبره أفلاطون" ذئبا في صورة إنسان" ذلك أن أسلوب المستبد في التعاطي مع المحكومين يقوم على / الافتراس/ و/ الشراسة/ المتمثلين في الظلم والبطش والنهب والقتل في بعض الأحيان. كما تطرق الباحث إلى مفهوم الحرية واصفا إياها ب"الملف الذي لا يقبل الغلق" مؤكدا على أن الحرية والديمقراطية ثقافة ووعي قبل أن تكون ممارسة وإجراء. وتساءل الجامعي محمود الذوادي في مقال آخر عن "معنى الثورة التونسية دون استرجاعها للسيادة المفقودة" حيث تعرض لمفارقة الصمت عما أسماه ب"الاستعمار اللغوي الثقافي " مشيرا إلى مظاهر ضعف السيادة اللغوية بالمجتمع التونسي حسب رأيه . وفي محاولة لفهم مسار الثورة التونسية وتحديات الانتقال الديمقراطي أوردت المجلة مقالا للباحث رمضان بن رمضان تحت عنوان "تأملات في الثورة التونسية..تونس والانتقال الديمقراطي، التحديات والآفاق" حيث قدم قراءة تحليلية لإرهاصات الثورة التونسية وخصائصها وأوضح كيفية الانتقال الديمقراطي التي تستوجب "تأسيس شرعية دستورية جديدة". وفي جانب آخر تناول الباحث مصطفى القلعي بالدرس "آليات النقد السياسي في الأدب العربي كتاب كليلة ودمنة نموذجا" وتطرق في هذا المقال إلى وجوه المغامرة الفكرية الشجاعة الموجودة في كتاب كليلة ودمنة وتتجلى هذه المغامرة في" وجه ثقافي ووجه سياسي ووجه ثقافي سياسي" وتحدث كذلك عن مفاهيم "المأسسة والتحول" و"الشخصيات والنقد السياسي" و"الجريمة السياسية والقيم" انطلاقا من قراءة تأويلية في حكاية "باب الأسد والثور" في كتاب كليلة ودمنة. واقترح الكاتب عمارة عمارة على القراء قصة بعنوان "أسد علي" نقل فيها بأسلوب وصفي معاناة شهيد وكتب محمد الصالح عمري كذلك قصة بعنوان "احمد المكتفي بذاته يدخل تالة" وجاءت قصة "صفعة" بقلم الهادي بن منصور البرغوثي. كما تضمنت المجلة سلسلة من القصائد وهي "يوم حام جدا" لمنصف الهمامي و"أطلق شرارتك" لسعاد الخراط و"ثورة شعب" لعلالة القنوني.